- بلادى توداى
- 1:39 م
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله جهودكم الكريمة في هذا الموقع المتميز..أظن أن سؤالي هام ويخص الكثيرين مثلي، وهو أنني في هذه الأيام أسمع كثيرا عن ظهور السيدة مريم العذراء على أكثر من كنيسة وبعض الناس قالوا إنهم رأوا صورتها ظهرت بالفعل، فما رأيكم في ذلك بارك الله فيكم؟ وهل كمسلمين يمكن اعتبار أن ما حدث نوع من التبشير أو التنصير بيننا؟ أم أن ما يحدث ليس له علاقة بالمسلمين ولكن بسبب ما يحدث بين الأقباط الأرثوذكس والإنجيليين بهدف التأثير على بعضهم البعض؟ حيث إنني شاهدت الأسبوع الماضي في الفضائيات مواجهات بينهم ومشاكل وصلت إلى حد الشتم والتجريح..وهل ما حدث من ظهور مريم العذراء يجعل بعض المسلمين يتشككون في دينهم على اعتبار أن ظهورها إذا صح يعتبر دليلا على صدقهم؟ وما واجب المسلم عند رؤية العذراء؟ وهل يمكن للبعض منا أن يسخر مما فعله بعض الأقباط حتى يعلموا أنهم على خطأ ولا يستمروا في ذلك؟ والحمد لله على نعمة الإسلام لأن هذا لا يحدث في ديننا الحنيف؟ جزاكم الله خيرا وشكر الله لكم جهودكم الطيبة
الإجابة
إذا كان من المريح للذات تصور العالم كله في صورة واحدة، وعلى ملة رجل واحد، فإن هذه الراحة اللذيذة محض رغبة ساذجة لا أساس لها من الصحة!! وكأيٍّ من أناس تصوروا العالم وفق صورة واحدة، نزولًا على أحلامهم فصعقهم الواقع وتراجعوا إلى مكان بينه وبين الحقيقة أمد بعيد.
وإذا كانت رسالة الإسلام جوهرها العدل والحرية؛ فهي كذلك تحترم الإنسان، في عقيدته وإرادته؛ لذلك كان الأمر الإلهيُّ واضحا للنبي صلى الله عليه وسلم منذ البداية في قوله تعالى: (فذكِّر إنَّما أنت مذكِّر، لست عليهم بمسيطر)، وقوله تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
وإذا كان احترام الإسلام لحرية الإنسان في اختياره العَقَديِّ ثابتًا لا مراء فيه حيث قال تعالى: "لا إكراه في الدين"، وقال تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؛ فإن احترام الإسلام للعقائد السابقة عليه يأتي متَّسقا مع جوهر رسالته وصريح نصوصه.
وقد ذكر الوحي القرآنيُّ أن النبيَّ الكريم جاء ختاما لسلسلةٍ سبقته من الأنبياء والمرسلين، كلُّهم حمل نفس دعوة التوحيد، والرجوع للخالق عز وجل، ورفض طغيان العباد وذلك في قوله تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمَّةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت".
وأمر القرآن النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتمل ما أصابه من أذى؛ لأن ذلك هو دأب إخوانه من الرسل السابقين فقال له تعالى: "فاصبِرْ كما صبر أولو العزم من الرسل"، وذكَّره سبحانه وتعالى بالكتب السابقة من قبل، في قوله تعالى: "نزَّل عليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقًا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبلُ هدىً للناس وأنزل الفرقان".
ومدح القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من بعده لأنهم آمنوا بجميع الرسل بلا تفرقة بينهم وذلك في قوله تعالى: "آمن الرسول بما أُنزِل إليه من ربِّه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله..".
وهكذا نجد الإسلام لم يعترف فحسب بما سبقه من رسالاتٍ سماوية، بل أمر المسلمين بأن يؤمنوا بجميع الرسل وجميع الكتب التي أُنزِلت كما أنزلها الله سبحانه وتعالى.
وقد فرَّق الإسلام منذ بدايات الدعوة في القرآن المكيِّ بين الكفَّار من عبدة الأوثان وغيرهم وبين اليهود والنَّصارى الذين سماهم "أهل الكتاب" اعترافًا منه بأنهم حملة كتابٍ سماويّ، وبرغم أنه لم يبق على نفس الصورة التي نزل بها من قبل، فإنهم في الأصل يؤمنون بكتابٍ ورسول، ولهم دينهم التي جاء الإسلام متمِّمًا له: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه". (المائدة: 48).
وقد أمر الله المسلمين بأن يجادلوا أهل الكتاب في الأمور التي يختلفون معهم فيها عقائديًّا مجادلةً حسنة وذلك في قوله تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم".
وقد قَدِم على الرسول صلى الله عليه وسلم وفدُ نجران من النصارى، فجادلهم بأدب ليس له مثيل: "قل يا أهل الكتاب تعالَوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذَ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإنْ تولَوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
ولما تناول القرآن الكريم مسألة زعم النصارى ألوهيَّة عيسى عليه السلام تناولها في صورة عقلانية هادئة برغم فداحة ما قيل وذلك في قوله تعالى: "ما المسيح ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل وأُمُّهُ صِدِّيقةٌ كانا يأكلان الطعام.."، فنرى في الآية تكريمٌ وتعظيمٌ للمسيح وأُمِّه التي كثيرا ما ذكرها القرآن بكل الفضل والاصطفاء، لكن في الآية أيضا ردٌّ منطقيٌّ على القول بألوهية عيسى وأمه؛ لأنهما يتَّصفان بما يتَّصف به البشر من أكل الطعام وما يستلزمه، ولكنَّ دون أن يكون ذلك داعيًا لعداوةٍ مستحكمةٍ بين المسلمين والنصارى؛ إذ يُقِرُّ الإسلام بحقِّ الآخرين في اعتقاد ما يشاءون، ولا أدلَّ على ذلك من الاحترام الشديد الذي لاقاه نصارى البلاد التي فتحها المسلمون لعقائدهم وكنائسهم ، وقد ظلَّ من شاء من أهل هذه البلاد متمسِّكًا بعقيدته؛ فما تعرَّض لهم أحدٌ وما أحسُّوا غبْنًا ولا ظلمًا تحت راية الإسلام وحكمه.
وعليه.. يمكن القول إن المسلم في موقفه من المسيحيِّ ينطلق من عدَّة اعتبارات هامة:
أولا: أنَّه يضعه حيث أمر الله من كونه من أهل الكتاب الذين أُمِرنا بأن نجادلهم بالتي هي أحسن.
ثانيًا: التعامل معه بقيم الإسلام التي تقوم على العدالة والمساواة والحريَّة والإحسان إلى الآخر.
ثالثًا: إن كان المسلم مأمورًا بدعوة الآخرين إلى عقيدة التوحيد التي يعتقدها فإنَّه يمارس هذا الدور في حدود الآداب التي تعلَّمها من دينه؛ تاركًا لكلِّ إنسانٍ أن يختار عقيدته.
رابعًا: على المسلم أنَّه يرحِّب بكلِّ تعاونٍ على الخير، وعلى البرِّ والتقوى، وعلى إشاعة قِيَم الفضيلة والعدالة والطهارة في المجتمعات كلها، بدلا من عبادة اللذَّة والانكفاء على الذات واستنزاف حقوق الشعوب المستضعفة والإباحية الجنسيَّة التي توشك أن تُهلك المجتمعات جميعًا.
بناء على ما ذكرته لك سالفًا فإنني أضع بين يديك بعض النقاط الهامة التي أحسبها سترد على كل ما طرحت من أسئلة وهي كالتالي:
1- لست على استعداد لأن أخوض مع الخائضين أو أن أتجاهل شعور أحد يرى من وجهة نظره أنه رأى مريم العذراء حين ظهرت، لكن بنفس الدرجة لا يمكن لي أن أشكك مثلا في رأي الكنيسة الإنجيلية المقتنعة كليًا بوجود نوعين من التجلي أو الظهور الإلهي المرتبط بالكتاب المقدس، أولهما ظهور له هدف وله رسالة مثل ظهور الملائكة، والثاني ظهور كاذب، حيث يستطيع الشيطان الظهور كملاك من "نور"، وأن (الكنيسة الإنجيلية) لا تعترف بهذا الظهور لأن المسيح قال في الكتاب المقدس: من قال لكم إن المسيح ظهر فلا تصدقوه.!.
2- لا أحبذ حملات السخرية العلنية، والتهكم على اعتقاد قطاع واسع من المصريين في ظهور العذراء من عدمه، بحجة أنها ضرب من الخرافة والسفه، لأن ذلك يعد تجاوزا غير مقبول في وسائل الإنكار والتغيير.
3- ليس مطلوبًا من مسلم أن يصدق الأقباط أو غيرهم في طقوسهم مادام أن ذلك لا يتوافق مع معتقداته التي يؤمن بها ويدافع عنها، لكن إظهار الاستهانة أو التحقير لهذه الطقوس يعكس شعورًا بالتعالي غير المبرر، وخاصة أن ما يراه بعض المنتمين لعقيدة ما خرافة، هو بالنسبة لغيرهم جزء أصيلا من معتقدهم. فكر مثلا فيما قد يراه المسيحيون في صلاة المسلمين وحجهم وحجابهم، أو حتى ما قد يراه السلفيون في زيارة الشيعة للأضرحة!.
4- مادمنا لا نقبل سخرية الآخرين من شعائرنا، فإنه لا يُقبل أيضًا أن نسخر من شعائر الآخرين، حتى لو كنا على الحق المبين.
5- ثمة تجاوزات شرعية خطيرة لا يراعيها بعض الذين يستحلون فعل أو قول أي شيء على (الآخر) تحت ستار أنه كافر وأن الكافر لا حرمة له!.
6- الدخول في متاهة الجدل بين أنصار هذا الدين وذاك، والدخول في دوامة المهاترات والسب واللعن عبر أجهزة الإعلام والمنتديات ومواقع الإنترنت، لا يعبر إلا عن ضعف وقلة حيلة ولا يجر سوى التدني وتضييع الوقت والجهد، والانزلاق نحو فخ مقصود نهينا عنه ابتداء في قوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة الأنعام: 108.
لقد تلاعب اليهود مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأشد الألفاظ عندما استبدلوا لفظ السلام بلفظ الموت ومع ذلك لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم اللفظة بمثلها ترفعًا عن الدخول في سجال لا طائل له، وعدم تكرار ما بدأه اليهود من إثارة رخيصة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن اليهود قالت لرسول الله السام عليكم: فقالت السيدة عائشة السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة الله وغضبه، فقال لها الرسول: "يا عائشة: مه.. لم يدخل الرفق في شيء إلاّ زانه، ولم ينـزع من شيء إلاّ شانه".
وبرغم أن الشيطان هو (صورة الشر المحض) إلا أننا لم نؤمر شرعًا بلعنه لأن الاشتغال بمثل ذلك لا يجدي، ولا يصرف كيده ووسوسته بل ربما يزيده تعاظمًا، كما في حديث أبي المليح عن أبيه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر بعيري، فقلت: تعس الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذبابة. أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح.
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال في شرح آية: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم...".. إن الجهر بالسوء يبدأ في أول الأمر اتهامات فردية سبا وقذفا وينتهي انحلالا اجتماعيا؛ وفوضى أخلاقية؛ تضل فيها تقديرات الناس بعضهم لبعض أفرادا وجماعات؛ وتنعدم فيها الثقة بين بعض الناس وبعض؛ وقد شاعت الاتهامات؛ ولاكتها الألسنة بلا تحرج؛ لذا كره الله للجماعة المسلمة أن تشيع فيها مقالة السوء، وأن يقتصر حق الجهر بها على من وقع عليه ظلم; يدفعه بكلمة السوء يصف بها الظالم; في حدود ما وقع عليه منه من الظلم!!. انتهى
7- إن جاز لنا الربط بين ظهور العذراء وأنه دليل قاطع على صدق الأقباط في معتقداتهم فماذا نقول في ما شهدته مصر والمنطقة العربية من خسوف للقمر ليلة رأس السنة الميلادية وهل يمكن اعتبار ذلك دليل كذب؟! أظن أنه لا يمكن القول بذلك، فلن يكون ظهور السيدة مريم دليل صدق الأقباط كما لن يكون خسوف القمر دليل كذب عليهم لأن الخسوف والكسوف آيتين من آيات الله لا ينخسفان ولا ينكسفان لأحد.
8- لا يمكن تجاهل ما يحدث على الساحة وعلاقته بكل مكان تكون فيه أزمة ومحنة، أو كل مكان به فتن طائفية، حيث يلجأ بعض المسلمين والأقباط إلى معجزة من السماء لتنقذهم من هذه الأزمات والمحن، واللجوء إلى الأوهام لحل مشاكلهم، وهو لا يعدو أن يكون نوعًا من الهروب والتعبير عن الإحباط العام وانتظار عدالة السماء بعد أن غابت عدالة الأرض!.
9- لا يمكن كذلك إنكار تأثير وجود حالة من الصراع الطائفي التي يشكك فيها كل طرف في دين الآخر وهو ما يدعو كل طرف إلى الاعتقاد الخاطئ في قوى خفية تنقذه من أوهام عدم اليقين الذي يعاني منه.
10- من الواضح أنه كلما ضاقت بنا الأفكار وانهزمنا أمام أنفسنا كمسلمين أو أقباط بحثنا عن قوة خارقة تنقذنا من الهزائم المتواصلة وتصب علينا من بحور الصبر أو الوهم ما يكفي حتى تستمر المسيرة علي نفس النهج الذي ترسمه كل طائفة لنفسها.
11- من المؤكد أننا كمسلمين لسنا في حاجة إلي ظهور العذراء لكي نؤمن بها وبطهارتها؟.. وماذا لو ثبت أنها لم تظهر؟ هل نكفر بها ونبحث عن غيرها؟ وهل الأقباط أنفسهم بحاجة إلى القول بظهور السيدة مريم لتثبيت الأقباط على ما هم عليه؟ وهل يعتمد الإيمان أصلا على مثل هذه الأمور!؟
12- ليس مهما كمسلمين أن نصدق ظهور السيدة مريم أو نكذبه، لكن الأهم في نظري أن لا يُستعمل الحدث كشرارة فتنة تأكل الأخضر واليابس وتعصف بأمن البلاد والعباد..
13- من المسلم به عندنا أن ظهور العذراء لن يزيدها في أعين المسلمين قدسية كما أن عدم ظهورها لن يعيب شخصها الكريم المطهر.
14- إذا كان المسلم يؤرقه كثيرًا ظهور العذراء على رأس كنيسة!، ويخشى أن ينتهي به الأمر إلى حيرة في دينه، فهو قطعًا يعاني شكًا يراوده من آن لآخر في معتقداته وثوابته بغض النظر عن ظهور العذراء من عدمه، وفي كل الأحوال يحتاج الأمر منه إعادة النظر في طريقة إيمانه وأفكاره التي تحتاج إلى فهم أو تعديل من أهل الاختصاص.
15- إذا كان ظهور العذراء له ارتباط وثيق بمخطط تبشيري من الأرثوذكس نحو الإنجيليين أو العكس بسبب مشاكل تاريخية وعقائدية بينهما فأظن أن هذا شأن لا يعنينا من قريب أو بعيد. أما إذا كان التنصير موجهًا للمسلمين دون غيرهم، فالله عز وجل جنبنا كل هذا اللغط في قوله تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..".
16- من دفعه مجرد ظهور العذراء إلى اعتناق المسيحية فلا يعنينا من أمره شيئًا، ومثل هذا النوع من المسلمين بالذات، لا يعد سوى خانة ديانة -يطالب البعض بإلغائها- في بطاقة الرقم القومي!.
17- الحق يقال.. إن الاستعانة بما لم يحدث في الواقع لفرضه على الواقع لم يختلف في القاسم المشترك بين المسلمين أو الأقباط فعندنا نحن المسلمين قصص وحكايات واهية والهدف منها الدعوة إلى الإسلام وإثبات أنه هو الدين الحق! وهو دين الحق والله.. لكن دون حاجة إلى تطويع بعض الظواهر لخدمة ما نريده مثلما يلجأ بعض المسلمين لترويج قصص خيالية مفادها الآتي:
- أمواج تسونامي تكتب اسم الله!.
- جبل أحد على شكل اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن لم يصدق فليذهب إلى برنامج Google Earth للانتقال إلى أي مكان على سطح الأرض لعرض الصور الملتقطة للجبل!.
- صورة فضائية للأرض تظهر الحرم المكي والمدني مضاء ليلا بنور طبيعي بينما ما حولهما ظلام دامس! برغم كونها لعبة مكشوفة وساذجة أتقنت بالفوتوشوب بعد أن التقطت الصورة نهارا وتم تظليل جميع الصورة عدا الحرمين!.
وهكذا يستمر بعض المسلمين كغيرهم في ملاحقة بعض الظواهر والخطوط والمنحنيات والتقاط الصور التي ترسل هنا وهناك، دون الانتباه إلى الوقوع في خدعة خبيثة تدخلنا في مستنقع لن نجني من ورائه إلا المزيد من الفشل والإحباط واستنزاف الوقت والجهد، تحت ستار خدمة الدين وعالمية الإسلام!.
أخي الكريم...
أشهد لك ولكل العالم من حولنا بأنني واحد من هؤلاء الذين رأوا مريم العذراء مئات المرات بقلوبهم، وأقسم لك كذلك أن السيدة مريم تسكن جوانحنا إلى الأبد، وأن ظهورها في قلوبنا هو المعنى الحقيقي للإيمان بامرأة عظيمة خلد الله اسمها وذكرها في قوله تعالى: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ".. وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل نساء الجنة أربع: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد، وآسية ابنة مزاحم".. بل فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه وبناته ونساء العالمين في قوله صلى الله عليه وسلم: (خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم آسية بنت مزاحم).
-----------------------------
سؤال وجواب السائل مجهول والمجيب هو الدكتور محمود اسماعيل
وهو من إسلام أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق