- بلادى توداى
- 5:03 ص
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
أحمد البهنسي
"ضرورة الحوار المباشر مع (حركة المقاومة الإسلامية) حماس.. فشل إتمام صفقة (الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس منذ يونيو 2006 جلعاد) شاليط".
هاتان النتيجتان اتفق كاتبان إسرائيليان على استخلاصهما بعد 1000 يوم من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، بما لا يدع مجالا للشك في أن السياسات الإسرائيلية تجاه غزة فشلت في تحقيق أي نجاح.
فتحت عنوان "فلنتحدث مع حماس الآن" قال الكاتب دافيد زونشاين في مقال نشرته اليوم الثلاثاء 9-3-2010 صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إنه من الضروري أن تتحدث إسرائيل علنا، وبشكل مباشر وجدي، مع حركة حماس المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007.
وشدد زونشاين على أن عدم التحدث مع حماس وفرض الحصار عليها ما هو إلا استمرار لإستراتيجية السياسات الإسرائيلية "المتهربة من التحدث مع الفلسطينيين عامة"، فأيام (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات رفضت إسرائيل التفاوض معه بحجة دعمه للإرهاب، أما (الرئيس الحالي محمود عباس) "أبو مازن" فكانت الحجة أنه ضعيف.
وأكد أن سياسات الحصار التي تفرضها إسرائيل على غزة منذ 1000 يوم، والمتمثلة في منعها دخول متطلبات الحياة الأساسية وتقييد حركة الفلسطينين في الداخل والخارج، تزيد من حالة اليأس لدى الفلسطينيين، وهو نفس "اليأس" الذي جاء بحماس إلى السلطة بعدما فقد غالبية الفلسطينيين الأمل في قيادة حركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح، بحسب تعبيره.. وفازت حماس في آخر انتخابات تشريعية في يناير 2006.
كما أن سياسات الحصار، بحسب زونشاين، أدت إلى ظهور حركات وتنظيمات مناهضة لحماس قريبة من تنظيم القاعدة، وبالتالي فإن من يرفض في إسرائيل التحدث الآن مع حماس سيجد نفسه مضطرا بعد خمس سنوات للتحدث مع شريك يشبه أسامة بن لادن زعيم القاعدة
إدارة فاشلة
وخلص الكاتب الإسرائيلي في مقاله إلى أن حل مشكلة شاليط لا تكمن في استمرار سياسات الحصار، ولكن في اعتماد إستراتجية جديدية تتمثل في الحوار مع حماس، ففي إسرائيل 7000 أسير فلسطيني، وفي غزة أسير إسرائيلي واحد، وبالحوار من الممكن أن يتم الاتفاق على تبادل الأسرى، وتفيد بعض التقديرات الفلسطينية بوجود نحو 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
أما عوفير شيلح، المتخصص في الشئون الأمنية بصحيفة "معاريف" الناطقة بالعبرية، فقال في مقال بالصحيفة إن إدارة إسرائيل لمعركة تحرير شاليط كانت فاشلة بكل المقاييس، فلا الحصار ولا أي انتصار عكسري (عملية الرصاص المصبوب) أحدثت حالة من الردع لدى حماس للضغط عليها فيما يتعلق بصفقة شاليط.
وأضاف شيلح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يعرفون جيدا أنهم لا يمارسون أي ضغوط على حماس لإتمام صفقة شاليط الذي تحول إلى مجرد أسير "خيالي" مثله مثل الطيار الأسير رون أراد الذي فقد في لبنان، فقد تحول شاليط لمجرد صورة إعلامية تستخدم في الحملات الدعائية والإعلانات والمنشورات
ويشهد قطاع غزة اليوم مرور 1000 يوم على حصار خانق فرضته إسرائيل عقب سيطرة حماس على القطاع في منتصف يونيو 2007، حيث أغلقت جميع المعابر الحدودية، ومنعت دخول الوقود والغاز والسلع الغذائية، والصيد في عمق البحر وفق سياسة يلخصها الكثيرون بقولهم إن إسرائيل لا تريد لغزة أن تحيا ولا أن تموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق