- بلادى توداى
- 11:29 م
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
أحمد النعيمي
كتبتُ هذا العنوان قبيل خطاب الأسد بقليل؛ إذ كنت أتوقع أن يعلن الأسد عن إلغاء قانون الطوارئ في خطابه ويستبدله بقانون مكافحة الإرهاب!! ويبدو أن الأسد خجل من أن يعلن عن هذا في خطابه المهزلة، ولم ينتظر بعدها طويلاً وأعلن عن تشكيل لجنة من أجل إلغاء قانون الطوارئ واستبداله بقانون الإرهاب، و(كأنك يا أبو زيد ما غزيت).
واليوم المظاهرات التي عمت أرجاء سوريا كذّبت أقاويل بشار بأن هذا الشعب المسالم شعب متوحش ومتآمر؛ إذ خرج اليوم وبكل سلمية، وأطلقت النار عليه من قبل أذناب النظام المجرم، وقتل العشرات منهم، لا لشيء إلا لأنهم يطالبون بحريتهم المفقودة وكرامتهم المنتهكة، وذهبت اتهاماته لشعبه أدراج الرياح، وأظهرته بأنه لا يملك من أمر أذنابه الذين يدفعونه إلى الإصلاح (الإجرام) شيئًا؛ إذ تم إطلاق النار على هذا الشعب المسالم، بالرغم من تأكيد المجرم أنه أعطى أوامره بعدم إطلاق النار على أحد، كما أطلقت النيران عليهم بُعيد خطابه بقليل.
وأثبت الشعب السوري أنه شعب يستحق كل الاحترام، والذي يجب علينا أن نعمل أقلامنا جميعًا لمساعدته من أجل نيل حريته، كما حصل بمصر وتونس.. وقد قال لي أحد الكُتّاب المصريين بأن سوريا غير مصر، في الوقت الذي كان هذا الكاتب يكتب كثيرًا عن ثورة مصر، ويمدح الشعب المصري الذي صنع ثورته، وكأن هذا الشعب السوري لا يستحق الحياة كغيره من الشعوب العربية الأخرى، حُجّتهم بأن سوريا دولة مقاومة وممانعة، بينما الواقع يقول إنها لم تفعل شيئًا سوى الادّعاء الزائف، وسحق شعبها فقط، حتى استحقت هذه الحكومة مديح الصهاينة في تقرير نشر بجريدة "هاآرتس" الصهيونية عنوانه: (الأسد ملك إسرائيل)، أكد من خلاله أن الصهاينة يصلون للرب من أجل أن يحفظ الله هذا النظام الذي لم يحاربهم منذ عام 1973م، رغم شعاراته المستمرة وعدائه "الظاهر" لها. كان الأولى بصديقي المصري أن يكفّ عن سخريته بدماء الشهداء، وأن يكف عن التشكيك بهم!!
هذا الشعب أثبت أنه شعب أبيّ، فله مني كل المحبة والتقدير، ورحم الله شهداء الكرامة والحرية، في حين أثبتت الحكومة السورية أنها كاذبة وتفتعل الحوادث، وهي اليوم تطلق سراح المهندس المصري "محمد أبو بكر رضوان" الذي كان يعمل في سوريا، وقام بتصوير الأحداث التي جرت في سوريا ونقلها إلى محطة إخبارية في الخارج، واعتقل وتم إخراجه على التلفاز بأنه جاسوس للصهاينة، ولكنه اليوم يخرج بتدخُّل السفير المصري، دون أن توجَّه له أي تهمة، وكأن ما جرى من اعتقاله كان المقصود منه تشويه الثورة الشعبية التي انطلقت في سوريا، وإخراجه بعد أن كانوا يعتقدون أن هذا التزوير كفيل بأن يشوِّه ثورة الشعب السوري، وهذا دليل جديد على أن حال هذه الحكومة السورية الفاشية كحال كل الحكومات التي سقطت في مصر وتونس، والبقية الباقية منهم!!
ومن رأى كيف كان تصرُّف المحيطين ببشار بعد إلقائه خطابه عندما تقدمت امرأة من موكبه؛ لعلم أن المجرم بشار لا يثق أبدًا بهذا الشعب، الذي أخرجه من المدارس والشركات ليهتف له رغمًا عنه، وإن اختلفت الروايات فيما قامت به هذه المرأة؛ فمنهم من قال بأنها بصقت في وجهه كما نقلت وكالات الإعلام، بينما كان يصرّ صديقي المصري بأنها كانت تريد أن تعطيه ورقة كانت بيدها، طالبًا مني أن أغسل عيني من جديد بالماء وأعود للفيديو من جديد، لعلِّي أرى الورقة التي كانت بيد المرأة، ورغم أنني غسلت عيني بالماء أكثر من مرة إلا أنني لم أستطع رؤية شيء من هذا القبيل، ومهما اختلفت الرواية بين ما نقلت وكالات الإعلام وبين ما حاول أن يؤكده لي صديقي المصري إلا أنه كان هناك شيء لم تستطع الكاميرات أن تخفيه ولا حتى صديق المصري، وهو الخوف الذي بدا من بشار وحاشيته وكان مريعًا.
إرادة الشعب السوري ستنتصر؛ لأنه من أكثر الناس فهمًا وإدراكًا لأكاذيب حكومته، وبالرغم من إخفائها للحقائق وتزويرها فلم يعد يثق بها، مدركًا أن هذه الحكومة لن تعطيه شيئًا إلا إذا قام بانتزاع حريته منها بالإكراه.
الشعب السوري شعب أبيٌّ وواعٍ، ومتّحد عربه وكرده، ولكن المشكلة في أولئك الكُتَّاب المخدوعين بشعارات المقاومة الكاذبة، والتي لن يتسامح معها هذا الشعب الأبي، وسيطالب بالقصاص منهم، كما اقتص الشعب المصري من الكُتّاب الذين كانوا يسبِّحون ويهللون بحمد المصري الهارب، وطردهم خارج التغطية وبدون رحمة!! والأيام لن ترحم أحدًا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق