- بلادى توداى
- 1:34 ص
- أهم الأخبار
- لا توجد تعليقات
قصة الإسلام – ورود الحق :
أصدر 150 من علماء الدعوة الإسلامية والشريعة والقانون، بياناً وصفوا فيه الدعوة للزحف إلى فلسطين بـ"الخيانة للأمة وسلب اختصاص الجيش"، معتبرين أن تلك الدعوة تمثل "تضييعا لجهود شبابنا وافتراءً على سمعة الإسلام والمسلمين".
وقال الدكتور جميل أحمد علام، عميد معهد الدعوة و الدراسات الإسلامية بالإسكندرية والزقازيق وعضو رابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة: إن 150 عالماً من الشريعة والقانون يرون أن دعاوى الزحف والنفير إلى فلسطين، هى لمصالح فردية وجماعات على حساب مستقبل الإسلام والأمة، مشيرًا إلى أن هذا التصرف من شباب متحمس وجماهير عاطفية غير معدة عسكريا ولا قتاليا ولا مجهزة جهاديا.
واعتبر أن "تلك الدعاوى تخالف معايير الشريعة الإسلامية وأحكامها، مما ينم عن جهل بالشريعة أو عدوان عليها وخيانة للأمة".
وأكد علام أن علماء الدعوة الإسلامية وعلماء الشريعة والقانون ومحاضري المراكز الإسلامية فى العالم يدينون هذه الدعوة، ويحذرون من مغبتها ومخاطرها، موضحا أنه من المقرر فى أحكام الشرعية عند علماء أئمة أهل السنة أنه ليس من حق آحاد الناس الدعوة إلى النفير أو الجهاد أو القتال، وأن حكم الأمر بالقتال تطبيقا لقول الله تعالى "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم ..."، وقوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم"، مشيرا إلى أن علماء أهل السنة أجمعوا على أنه لا يجوز لآحاد الناس أن يدعوا الناس إلى الجهاد، وإن كان الجهاد فرضا إلى يوم القيامة وإنما الحاكم القائد الأعلى للدولة هو المختص بالدعوة إلى الجهاد وإبرام الصلح مع أعداء الأمة والكف عن القتال.
وأضاف أنه من المقرر شرعا عند علماء أهل السنة أن حكم الدعوة إلى الزحف أو الجهاد والنفير هو الحكم الوحيد الخاص بولي الأمر للدول القائد للجيش حتى ولو كان حاكما غير رشيد وفاسقا، حتى لا تتنازع الأمة فى القتال وحتى لا تقع فى مخالفة لقوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"، حيث إن هذا الأمر لم يصدر من المجلس الأعلى العسكرى الذى يمثل قيادة مصر فى هذا التوقيت الحرج.
وأكد جميل أن علماء الشريعة يحذرون من تلك الدعوة ومن الداعين إليها والانسياق وراءها، معتبرًا أن هذه الدعوة تمثل أيضا تضييعا لجهود شبابنا وافتراءً على سمعة الإسلام والمسلمين، حيث إن هؤلاء الشباب ليسوا مستعدين عسكريا وليسوا مسلحين قتاليا للقيام بهذا الواجب.
وشدد على "أننا جميعا نتمنى تحرير الأقصى واستعادة فلسطين، فهذا واجب علينا، ولكن يجب أن يسبق ذلك كله التخطيط العلمي المدروس والقيادة العسكرية الخبيرة التى ألزمنا الله بها فى قوله تعالى "فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
وأوضح أن الانسياق وراء هذه الدعوات ضررها جسيم، وهى توريط الأمة فى عمل غير معد ومخطط له من جهة الاختصاص، وهى القيادات العسكرية، الضرر الثانى استغلال الجماهيرية العاطفية التى تبتز مشاعر البسطاء وعواطف الجماهير المحبة لدينها وللمسجد الأقصى والتى ترغب فى تحرير فلسطين من الظلم والاستبداد وما ذلك إلا ابتزاز واستغلال لمشاعرهم لتحقيق مصالح جماعاتية تريد التسيد والاستعلاء وتحقيق جماهيرية عاطفية لأغراض دنيوية خسيسة دنيئة.
وأردف يقول إن الضرر الثالث هو الوقيعة بين الجيش والإسلاميين، حيث إن الاختصاص بالنفير والزحف هو اختصاص الجيش وأركانه وليس من حق الإسلاميين أن يسلبو الجيش اختصاصه وأنه من الخيانة.
أما الضرر الرابع، بحسب الدكتور جميل أحمد علام، فهو استفزاز القوى الخارجية لإجهاض ثورة 25 يناير بدعوى أن هذه الثورات ستؤدى إلى وصول "المتطرفين" إلى سدة الحكم وبالتالى تهديد الأمن العالمي، وتأكيد مخاوف المسيحيين والمستثمرين ضد الإسلاميين وطموحاتهم وتصرفاتهم، وبالتالى تكون الوقيعة داخل المجتمع ونسيجه وتكون دمارا لاقتصاده.
ويبدو أن الدكتور علام بنى رأيه بشأن الوقيعة بين الجيش والإسلاميين على أساس أن الإسلاميين هم من يقف وراء الدعوة إلى الزحف إلى فلسطين، في حين أن التيارات الإسلامية على تنوعها حذرت من عملية الزحف هذه، ونصحت الشباب بعدم الانسياق وراءها، أو قصرها على وقفات في الميادين العامة للتعبير عن الرأي دون الزحف إلى الحدود لما في ذلك من مفاسد عظيمة. ومن أبرز هذه الجهات التي أفتت بذلك الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وعلى رأسها فضيلة مفتي مصر الأسبق الدكتور نصر فريد واصل، والدعوة السلفية بالإسكندرية، بالإضافة إلى عدد كبير من الدعاة البارزين في مصر أمثال الشيخ مصطفى العدوي، ومحمد عبد الملك الزغبي وغيرهما كثير.
إلى ذلك، طالب العلماء فى بيانهم الجميع بأن يستمعوا إلى صوت العقل والشرع وأن يوفروا الإمكانيات والإنفاق على السفر بالشراب والطعام على أنفسهم خلال سفرهم إلى غزة، وأن يتبرعوا بها لصالح الدواء والعلاج وعلى كل من يريد الذهاب التطوع بالقوات المسلحة وأداء الخدمة العسكرية والتدريب على فنون الحرب قبل الزحف.
وكانت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" قد حذرت في وقت سابق من عواقب الدعوة لزحف الشباب الأعزل إلى حدود بلادهم مع فلسطين، مؤكدة أن ذلك أمر "قد يترتب عليه ما لا يحمد من المفاسد، وعليه فإنه لا يجوز شرعا"، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن "جهاد اليهود الغاصبين بكل صوره ووسائله هو الطريق لتحرير فلسطين".
ورأت الهيئة في بيانها العاشر "حول المستجدات في القضية الفلسطينية"، أن "الدعوة لزحف الشباب الأعزل إلى حدود بلادهم مع فلسطين أمر غير محسوب العواقب، وقد يترتب عليه ما لا يُحمد من المفاسد، وعليه فإنه لا يجوز شرعا، وخاصة في هذه الأوضاع الاستثنائية الصعبة التي تمر بها الدولة المصرية وقواتها المسلحة في هذه الأيام".
وانطلقت دعوات على شبكة الإنترنت، خاصة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، تدعو إلى زحف جماهيري على فلسطين في 15 مايو الجاري، والذي يوافق الذكرى الـ 63 للنكبة.
وأكدت الهيئة الشرعية للإصلاح أن "تحرير مقدساتنا في فلسطين يبدأ بتصحيح المعتقدات وتحرير الولاء والبراء أولًا، وتحكيم الشرع ظاهرًا وباطنًا ثم الأخذ بالمقدور من الأسباب المادية".
وناشدت الهيئة "فئات المجتمع عامة، والشباب خاصة بالالتفاف حول أهل العلم العدول الثقات، والصدور عن فتاويهم فإن هذا هو الواجب الشرعي على جميع المكلفين، وعن طريقه يسد باب الفتن وتتفادى الأمة كثيرًا من المحن".
ونقلت الهيئة في بيانها إجماع علماء المسلمين على أن "جهاد اليهود الغاصبين بكل صوره ووسائله هو الطريق لتحرير فلسطين، وهو جهاد غايته رضا الله تعالى بإعلاء كلمته ورفع رايته، وتحرير مقدساته، ودفع الفتنة عن عباده بتحريرهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [الأنفال: 39]".
من جانب آخر، أعلنت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" أنها "تؤيد المصالحة الفلسطينية على أساس إقامة مرجعية الشريعة الإسلامية، وتعتبرها فريضة دينية، وضرورة وطنية". وثمنت الجهود المصرية في إنجاز المصالحة الفلسطينية، مؤكدة على أهمية الارتفاع عن المصالح الشخصية والفئوية وتقديم المصالح الكلية.
وشددت الهيئة على "ضرورة دعم إخواننا الفلسطينين، ونصرتهم بكل وسيلة نافعة، مادية ومعنوية، وتثني الهيئة على خطوة فتح المعابر لإغاثة أهل غزة الصامدة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق