- بلادى توداى
- 11:12 ص
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
بقلم / أ. أحمد عبد الحميد
لقد أرسى الله عز و جل قواعد هذا الدين على نظام شامل يتضمن جميع مناط الحياة لا عوجا فيه ولا زيغا طريق واضح يهتدي به كل من سلك دربه و يحتمي به كل من يلوذ به .
أما الناظر إلى الأديان الأخرى يجد العجب العجاب يجدها يعتريها الخلل والنقصان فيما يسمو بالإنسان إلى مراتب الشرف و العزة سواء أكان ذلك في الأمور العقائدية و العبادية أم في تعامل الإنسان مع غيره و ذلك الأمر قد وكل في حفظه إلى من ينشرونه من رهبان و أحبار خاصة و أن الطبيعة البشرية ينتابها التقصير و النقصان و من ثم فقد أصبحوا يخضعونه إلى مصالحهم و أهوائهم و هذا على النقيض تماما فيما حدث في الإسلام فإننا نجد أن الله هو من توكل بحفظه وان شئت فاقرأ قول الله عز و جل: ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)
سورة الحجر الآية :9 وهذا ما نلمسه من محاولة الصحابة جمع القرآن في مصحف واحد خوفا عليه من التحريف أو النسيان و ذلك في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه و ما حدث مع القرآن حدث مع السنة من محاولة التابعين جمعها ووضع مقاييس لصحتها و ضعفها و بيان الصحيح منها و الضعيف و نشر هذا العلم بين الناس و هذا إن كان ينبع فإنما ينبع من منهج الإسلام في حضه على العلم وطلبه لقوله تعالي :( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) سورة التوبة الآية: 122 و قوله تعالي:(يرفع الله الذين ءامنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة الآية: 11 ولقد ساق الرسول صلى الله عليه و سلم العديد من الأحاديث التي تحث على ذلك و منها قوله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عنى و لو آية) و هذا على النقيض تماما مع أصحاب الديانات الأخرى فنجد أن الأحبار و الرهبان قد تلقوا الدين عن أنبيائهم ثم استأثروا بهذا الدين لأنفسهم بل و اخذوا منه ما يحلو لهم و تركوا الآخر بل وكتموه عن الناس حتى يسخروه لخدمة أغراضهم و مصالحهم و أهوائهم و يكون لهم الهيمنة و السيطرة على تابعيهم و لذلك فقد توعدهم الله في العديد من الآيات قال تعالى:( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) سورة البقرة الآية : 159 و لم يصل ذلك إلى حد الكتمان بل تعداه إلى محاولة تحريف الكتب السماوية قال تعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكتسبون) سورة البقرة الآية : 80 ،وقال تعالى :(إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار و لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم و لهم عذاب اليم) سورة البقرة الآية : 174 وقد بالغ الأحبار والرهبان في تقديسهم أنفسهم و تقديس الناس لهم من خلال تشريعهم للناس دينهم مما جعل الناس يتخذونهم آلهة قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم وأربابهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه و تعالى عما يشركون )( سورة التوبة الآية : 31 ) و اكبر دليل على ذلك كان النظام الكنسي يقوم بتوزيع صكوك الغفران على عامة الناس نظير قدر من المال يدفع للكنيسة بل و كان ذلك النظام يتسلط على الحكم لا رغبة في نشر الدين و تدعيم أركانه بل في تحقيق مصالح شخصية مادية مما أدى إلى أن تعيش أوروبا و غيرها في ظل عصور الوسطى زمن تخلف لم تلبس أن نتفك عنه بإطاحة هذا النظام و قامت بثورة ضد الكنيسة و من ذلك الحين أصبحت في تقدم حضاري لا أقول كاملا بل يعتريه النقص إذ أنه يتسم بالمادية دون أن يتضمن القيم الروحية التي تسمو بالفرد و المجتمع و من ثم كان لابد من وجود نظام شامل يتضمن جميع مناط الحياة يسمو بالإنسان و المجتمع إلى مراتب العز و الرفعة و لا يوجد ذلك إلا في الإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق