- بلادى توداى
- 1:05 ص
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
بقلم / محمد طلبة
قال إنه رأي ابن عطية في تفسيره ولا خلاف فيه :
أكد المفكر الإسلامي الكبير محمد عمارة أن الشورى فريضة قرآنية، جاءت في سياق الآيات بصيغة الوجوب، ووصف الله بها عباده المؤمنين في قوله تعالى {ومَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} الشورى: 36-38
وأشار عمارة في محاضرته بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مساء السبت الماضي 30 يناير 2010 إلى رأي ابن عطية في تفسيره، والذي قال "إن الشورى من قواعد الشريعة، وعزائم الأحكام، ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، وهذا مما لا خلاف فيه".
وعمارة إلى إيراده لهذا الرأي في حلقة سجلها مع قناة اقرأ الفضائية حول موضوع الشورى الأمر الذي تسبب في منع إذاعة الحلقة دون أسباب واضحة، وهو ما اعتبره عمارة تصرفا غير لائق؛ حيث طالب بإذاعة الحلقة كشرط لاستمراره في التعامل مع القناة الفضائية!!.
وفرق عمارة بين الشورى والاستشارة، فالأولى: تعني المشاركة في صنع القرار، وهي ملزمة بطبيعة الحال، بينما الثانية فهي الاستشارة التي لا تلزم صاحبها بشيء.وقال إن القيادة ليست الانفراد بصنع القرار، وإنما الانفراد بمسئولية التنفيذ بعد الاتفاق على الرأي.
ولفت إلى أن مصطلح ولي الأمر لم يرد في القرآن الكريم بصيغة المفرد على الإطلاق في إشارة واضحة إلى المؤسسة التي تحكم بالشورى الملزمة لا بحكم الفرد المستبد.
الشورى وولاية المرأة
وأوضح أن النبي يوم أحد كان يرى ضرورة ملاقاة الكفار في المدينة، إلا أنه نزل عن رأيه وخضع لرأي الأغلبية التي رأت ضرورة الخروج إليهم، وبرغم سلبية النتيجة وهزيمة المسلمين فإن القرآن الكريم أكد أن الهزيمة كانت بسبب مخالفة الرماة حتى لا يقول قائل إن النبي وأصحابه هزموا بسبب الشورى.
وقال عمارة إن القرآن الكريم ذم فرعون الحاكم المستبد الذي كان يقول لقومه {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}، بينما امتدح الملكة بلقيس التي كانت تحكم بالشورى مشيرا أن التمييز جاء وفقا لشكل الحكم ومدى موافقته للعدل والشورى، وليس وفقا لمعايير الذكورة والأنوثة، كما يزعم بعض الذين ينقضون ولاية المرأة.
نقد المتن
وتطرق عمارة إلى دراسات السنة النبوية، وقال إن الأسلاف اهتموا بالحديث الشريف "رواية" عن طريق نقد السند و"دراية" في حالة وجود شذوذ أو علة قادحة في المتن، وقال إن السنة هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، والبيان لا يخالف المبين، فإذا تعارض الحديث مع القرآن الكريم ورأى أهل الاختصاص وضوح ذلك دون لبس وجب رده.
وطالب عمارة شباب العلماء بالاهتمام بدراسات المتن، وفقه المتن ومقارنة الروايات بعضها ببعض وعرضها المنضبط على كتاب الله مشيرا إلى أن دراسات المتن لم تكن بحجم دراسات السند في تراثنا العلمي، وهو ما يستوجب إعادة النظر في هذه القضية مرة أخرى رفعا للالتباس الذي يحدث عند بعض الناس أمام بعض الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهاجم عمارة من يسمون بـ "القرآنيين" وموقفهم من السنة النبوية قائلا: إن هؤلاء لا علاقة لهم بالقرآن، فمنكر السنة -بحسبه- خارج عن القرآن الكريم، وتساءل مستنكرا "إذا كانوا هم قرآنيين، فماذا نكون إذن؟ مضيفا أن كل مسلم هو قرآني ينتسب إلى كتاب الله بمعنى من المعاني.
من إسلام أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق