- بلادى توداى
- 7:35 ص
- أخبار محلية ، أهم الأخبار
- لا توجد تعليقات
ورود الحق ـ إخوان أون لاين :ـ
النيران تشتعل في المجمع العلمي بعد أحداث دامية أمام مجلس الوزراء بالقاهرة
كتب- أحمد رمضان وحمدي عبد العال:
نعى كتاب ومثقفون حادث إحراق المجمع العلمي في أحداث مجلس الوزراء، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على كل من تسبب في حريق المجمع والقضاء على ما يحويه من تراث تاريخي وثقافي يمتدُّ لأكثر من قرنين من الزمان، والذي أسفر عن إهدار محتوى ذلك المبنى الأثري العريق، وفقد مصر جزءًا كبيرًا من تراثها الثقافي به.
جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه بيان صادر من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أن الجيش والشعب- ممثلين في عناصر شبابية مخلصة للوطن- تمكنا من إنقاذ تراث المجمع العلمي.
وقال البيان إن مجموعات من شباب مصر الوطني تشاركه عناصر من الصاعقة والمنطقة المركزية العسكرية وقوات الشرطة العسكرية المكلفة بتأمين المرافق الحيوية بمنطقة مجلس الشعب؛ نجحت في إنقاذ الكتب والمراجع النادرة ومقتنيات المجمع العلمي المصري، وتأمين نقلها بعربات القوات المسلحة وسيارات المكتبات المتنقلة إلى دار الكتب المصرية.
وعلَّق الكاتب الكبير د. حلمي القاعود لـ(إخوان أون لاين): إن ما حدث لتلك المؤسسة الأثرية العلمية العريقة والتي تحمل تراثًا ثقافيًّا تاريخيًّا ومجموعات من الوثائق والمراجع والخرائط العلمية والثقافية والسياسية والتي تعد من الثروات النفيسة عند الشعوب المتحضرة العريقة لهو أمر مرعب ومحزن ومزعج، يخلع القلوب حسرة على مافقده الوطن من جرَّاء هذا الحادث.
وأضاف إن الاعتداء على المجمع العلمي يدل على أن من قام بتلك الفعلة ليس لديه ضمير ولا أخلاق ولا ينتمي لزمرة المحتجين السلميين الذين امتلأت بهم ساحات مصر وميادينها أثناء ثورة التغيير ولم تتعرض حينها أي مؤسسة قومية بقيمة المجمع العلمي، والذي لم يتغير مكانه الذي طافت حوله الملايين دون الاعتداء عليه.
وشدَّد على أن هذا الاعتداء يقف وراءه فاعل مغرض، أراد لمصر فقد جزء مهم من تراثها، استفاد منه أبناؤها بعد أن حوَّلوا المحنة إلى منحة، فبعد أن شيَّد نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، هذا الصرح لأمور وأهداف خاطئة تحوَّل على أيدي المصريين لصرح يحتوي الحضارة والتاريخ والتراث.
وأوضح د. إبراهيم عوض، أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس، أن ما يحدث يؤكد أن هناك مؤامرات تحاك للوطن سببها الأساسي عدم اهتمام الأمة بالثقافة، وبالأخص حكامها غير المثقفين وغير المهتمين بالعلوم والثقافة.
واستنكر تقصير الأجهزة المسئولة عن حماية البلاد، والذي أدى إلى احراق المجمع العلمي ومن قبله سرقة الآثار من المتحف المصري، داعيًا إلى ميلاد ربيع عربي ثقافي علمي، يتكاتف فيه الجميع على إحياء العلم والتراث لنهضة الوطن وتفويت الفرصة على الحاقدين على الوطن.
وشدَّد على ضرورة تأمين مؤسسات مصر القومية والعلمية من الاعتداءات المتكررة والمقصود بها النيل من وجه مصر الحضاري والثقافي المضيء والذي لا يغفله إلا حاقد أو جاحد.
وأكد د. أحمد سعيد، أستاذ الحضارة المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن مصر خسرت خسارة فادحة من جراء الاعتداء الوحشي وحريق المجمع العلمي الذي يحوي جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر والعالم والإسلام والمسلمين، والذي كان ولا زال له فضل عظيم في تقدم البحث العلمي في جميع التخصصات من العلوم البحتة أو النظرية.
وأشار إلى أن هذا المعْلم العلمي لا يعلمه إلا المتخصصون، وهذا ما يضع الإصبع على الجرح؛ بما يشير إلى وجود عملية تآمرية قذرة تهدف إلى محو جزء مهم من تاريخ مصر لا يقل عن 200 عام.
وقال إن المتسبب في هذا الجرم الكبير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ثوريًّا خالصًا يدافع عن حريته ثم يحرق ويسرق، مؤكدًا وجود تقصير لا يغتفر يوجب محاسبة من قصر في حماية هذا التراث من الفناء بهذه الصورة المفجعة، خاصةً بعد أن أوصى سابقًا بضرورة نقل محتوياته من هذه البؤرة المشتعلة منذ زمن غير بعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق