- بلادى توداى
- 8:00 ص
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
حازم سعيد :
خرج علينا الداعية السلفى المشهور الشيخ أحمد فريد فى حوار على قناة الخليجية ليوجه مجموعة من النصائح للإخوان من باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " ، ليدع الإخوان بنصيحته إلى الكف عن ظلمهم وتجاوزاتهم ، ملصقاً بالإخوان بعض المخالفات الشرعية والتى منها الكذب على الناخبين الذين جاؤوا بحر إرادتهم لينتخبوا النور ، فإذا بالإخوان الواقفين أمام اللجان يصرفونهم عن وجهتهم لصالح الحرية والعدالة بكذبهم ، مرة بأن النور انسحب ، ومرة بادعاء أن النور ومرشحيه حديثو عهد بالممارسة السياسية ... إلى آخر ما نسبه – غفر الله له - من مخالفات إخوانية كثيرة وعامة - وليست فردية - فى كل الأماكن التى جرت فيها الجولة الأولى من الانتخابات .
ورتب وراء هذه المخالفات - التى زعم تسليم الإخوان بها وأن الإخوان يقولون أنها تصرفات فردية - أقول : رتب وراء هذه المخالفات أنها تعنى أن الإخوان لن يؤتمنوا على تطبيق الشريعة طالما أنهم يلتمسون الكذب والخداع والبغى وسيلة ، وكذلك ألصق بالإخوان تهمة التحالف مع الكنيسة والكتلة المصرية لإسقاط الشحات ودلالة ذلك على انكسار الإخوان وهزيمتهم النفسية ، وأن كل هذا يعكس الخلل التربوى الواقع فيه الإخوان ، فى وصلة نقد - رهيبة - مشتركة بين الشيخ وبين مقدم الحلقة استمرت لمدى ربع ساعة ، نقدوا فيها الإخوان فى كل شئ ..
حتى عندما تحدثوا عن خبرة الإخوان ، وصفها الشيخ بأنها خبرة قائمة على غير علم ، وأنها خبرة فى الغش والتدليس والتزوير وموالاة أعداء الشريعة !!!!!!!!!!
ولنا مع هذه " النصيحة " وقفات :
أولاً : أتعجب من استعذاب بعض مشايخ الدعوة السلفية المباركة لنقد الإخوان ، والتعجل فى ذلك ، وما حديث الشيخ أحمد على قناة الخليجية إلا نموذجاً لهذا الاستعذاب ، وما لمز الدكتور ياسر برهامى للإخوان فى كلامه عن منهج التغيير فى ضوء نتائج المرحلة الأولى إلا مصداق لذلك .
وأتعجب من استسهالهم هذا الأمر ، وكأن الإخوان هم أعداء الإسلام ، وأنهم سبب مصائب المسلمين فى كل مكان وزمان !
ما يعزينى ويخفف المصاب على نفسى أن ما رأيته ليس حال كل علماء السلفيين ، فإنى سمعت كلاماً للدكتور محمد إسماعيل المقدم - الرمز السلفى المشهور - فى التعليق على نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات يجمع ولا يفرق ، ويذكر بضوابط الأخوة والإيمان ، ويضع الانتخابات فى درجتها فلا تعدو قدرها ، وكلامه هو وغيره من علماء السلفية الأفاضل من أمثال الدكتور محمد عبد المقصود والشيخ النقيب والشيخ حسان يجب ويمحق ذلك الاستعذاب من طرف البعض الآخر من مشايخ السلفية .
ثانياً : لا أعلم من أين أتى الدكتور أحمد فريد بكلامه عن مخالفات الإخوان ، وإن كنت أظنها أحاديث وروايات لأصحابه أو تلاميذه ، وإلا فإن أحداً من الإعلاميين الذين صدعونا عن مخالفات الإخوان بالدعاية أمام لجان الانتخابات لم يتطرق لهذا النوع من التجاوز الذى اتهمهم به الداعية السلفى ، ولو أن الإعلام لمس هذا لما سكت ، ولاغتنمها فرصة لبذر الفرقة بين الإسلاميين ، وفى هذا أقطع دليل على فشل هذا الطرح وسذاجته ، وإلا فإن الموثق فى هذا الجانب هو المخالفات السلفية التى وصلت لحد ادعاء أن شيخاً سلفياً كالشيخ حسان يدعم حزب النور فى كلمات مفصلة ، فإذا بالشيخ حسان يخرج على الملأ بالفضائيات ليكذب ذلك ، فمن الذى يقوم بالمخالفات ؟
وهذا نموذج له إخوان وأخوات من الموثق الكثير والذى تعج به ساحات النت من المخالفات السلفية فى هذا الجانب .
ثالثاً : لقد تعلمت فى الدعوة السلفية ، أثناء دراستى لعلم مصطلح الحديث وعلم الرواية والجرح والتعديل - وأفخر بهذا - على رأس ما تعلمت قواعد الرواية والضبط والتوثق ، لذلك آليت على نفسى ألا أكتب عن حدث قبل التوثق منه ، والآن أرى شيخاً ممن علمونى وهو يخالف ما اتفق عليه من التثبت والضبط فى الروايات والتوثق ليلقى بالتهم تباعاً وجزافاً بلا دليل أو برهان .
يا شيخ أحمد .. أنت ادعيت أن الإخوان تجاوزوا وكذبوا وخدعوا ، فأين دليلك ؟ وأين برهانك ؟ أليست هذه مخالفة لما علمتمونيه عن التعامل مع الروايات وضبطها والتوثق منها ؟ ألم تعلم بأن الله يسمع ويرى ؟ فهل أعددت للجواب عدته حين يسألك ربك عما نسبته للإخوان من تحايل وكذب وخداع ؟
رابعاً : يا شيخ أحمد ، للإمام ابن القيم - وأنت تعلم - سفراً جليلاً عن نقد الحديث بالمتن ، فأنا أعطيك برهاناً عقلياً مقتدياً درب هذا الإمام - رحمه الله - فأقول : هل تعقل يا شيخ أحمد أن ناخباً يذهب للجنته الانتخابية وهو مبيت أمره ، عاقداً عزمه على نصرة حزب ما ، ثم يقال له ببساطة هكذا أن الحزب قد انسحب فيغير وجهته بهذه السذاجة والبساطة !
إن كنت غير مقتنع - وقلت ما قلته - فيا حسرتاه ، وإن كنت مقتنعاً فقد أثبت بهذه القناعة صدق ما يقوله الناس عنكم أنكم حديثو عهد بالسياسة وأن بينكم وبينها أمداً بعيداً .
ثم لنفترض أن هذا حدث ، فمع كم حالة ؟ أهى بالمئات ؟ ليكن ؟ أتظن أن هذه المئات بجوار الأرقام الملايينية التى حضرت الانتخابات تصنع شيئاً كبيراً أو يسيراً لتغيير النتائج ؟! أتراك يا شيخ أحمد مقتنعاً فعلاً بأثر ما قلته ونسبته للإخوان من مخالفات على تغيير النتائج ؟!
خامساً : أتعجب وأنا أرى الفارق بين بعض قيادات السلفيين ، وكل قيادات الإخوان الذين أعرفهم ، ولسوف أذيع سراً عن قيادات الإخوان التى أمرتنا نحن المتعاملين مع الإعلام بألا نذيع أو نفشى أو نخوض فى مخالفات السلفيين الموثقة والتى حفظناها عندنا كأرشيف ، ولقد نهونا كل النهى بأن ننشر شيئاً منها ، رغم ما ضجت به صفحات اليوتيوب والفيس بوك من التجاوزات .
ولقد نهينا كل النهى عن أن نخوض فى السلفيين عند الاستضافات الفضائية أو الحوارات أو المقابلات .
فهل ترى الفارق بينك وبينهم بعيداً يا شيخ أحمد ، وهم يحرصون على ألا يجرحوا إخوانهم ، بل وأمرونا أن نتعامل مع المخالفات السلفية على أنها فردية ، وأمرونا بألا نعطيها أكبر من قدرها ، وأمرونا أن ننظر للسلفيين على أنهم إخواننا - وهم كذلك حقاً -
يا شيخ أحمد أنا أرى الفارق بينك وبين قيادات الإخوان فى هذا الجانب بعيداً شاسعاً .
سادساً : يا شيخ أحمد أنت فى بداية حديثك قلت أن قيادات الإخوان على علم بهذه المخالفة ، وأنهم قالوا لكم بأنها مخالفات فردية ، فأنت أقررت بإقرارهم بأنها مخالفة - على كلامك - وأنهم سواءاً حقيقة أو خجلاً قالوا أنها فردية ، وهذا كافٍ وعميق الدلالة على أنهم يرونها مخالفة وأنها خطأ - كل هذا على كلامك - فلماذا تخرج بعد هذا على فضائية يشاهدها الملايين لتعيد وتزيد فى هذه المخالفة التى وصلت لأصحابها ، إن كنت حقاً تعدها من باب النصيحة .
فإما أنك تنوى حقاً النصيحة ، وحينها تكون قد أخطأت خطأً فظيعاً ، لأنك عيرت أخاك على الملأ ، ونصحته بما اعترف بخطئه فيه قبل ذلك ، فما الداعى لتكرار النصيحة ؟؟؟؟؟ !!!!!!! ، ولا تقول أنه خطأ حدث على الملأ فرده أيضاً يكون على الملأ ، لأنه لو كان حقاً كذلك ، فأين هو المصور منه أو المسموع أو حتى المكتوب من قبل الصحف والإعلاميين ومنظمات حقوق الإنسان التى رصدت للإخوان مخالفات فى الدعاية أمام اللجان ، ولكن ليست من هذا الباب غير الأخلاقى والبشع ، أتراها مخالفات حدثت على الملأ وتواطأ كل هؤلاء على كتمانها وسترها على الإخوان ؟!
وإما أنك تنوى شيئاً آخر بكلامك هذا فالله يتولى سريرتك .
وأخيراً : يا شيخ أحمد ، أنت طلبت من الإخوان أن يجعلوها منافسة شريفة ، ونصحتهم بأن نعتصم بحبل الله ولا نتفرق ، وأن نحذر من مؤامرات العلمانيين ضدنا رغبة فى فرقتنا ، فأنا أرجو منك أن تستمع مرة أخرى لوصلة النقد التى قمت بها أنت ومذيع البرنامج ، ثم تعيد تقييم الموقف مرة أخرى ، هل ما قمتما به من افتراء ، ومن نقد فادح على الملأ يقترب بأى صورة من الصور مما ادعيتماه أنها النصيحة ، وهل ما قمتم به من تشهير ، يمكن أن يوضع تحت بند المنافسة الشريفة ، وهل يمنعنى بعد ذلك شئ من أن أجعل ما قلتماه من المفرقات ومن مثيرات الفتنة ومن معمقات الخلاف وموغرات الصدور ؟!
فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون .
----------
hazemsa3eed@yahoo.com
ملحوظة : كنت أنوى وضع بعض الروابط عن صور لدعاية سلفية تنسب للشيخ حسان تأييده للنور ، وأخرى فيديو لتجاوزات سلفية وكذب أمام اللجان ، ورغم أننا نحن الإخوان لسنا من نشرها ، إلا أننى تذكرت أمر الإخوان لنا بألا ننشر شيئاً من ذلك ، فتوقفت نتيجة لهذا الأمر عن وضع هذه الروابط ، ولكنى سأكتفى بهذا الرابط الذى يبين ما يفعله شباب الإخوان حين يرون دعاية ممزقة لحزب النور ليعلم الشيخ أحمد فريد وغيره من يتجاوز ، ممن يصون الود والأخوة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق