- بلادى توداى
- 3:36 ص
- أبحاث ودراسات
- لا توجد تعليقات
المسلم أوقات الشدائد (3)
الثبات على الأخلاق السامية عند المشقات والشدائد أيضا
من الطبيعي أن تمر على الناس في اليوم الواحد أمورٌ عديدةٌ متباينة ، كالشعور بالإرهاق والجوع والضعف، ولكن قد يكون المسلمون محل اصطفاء من الله ليمروا بمحن تكون معاناتهم خلالها أشد وطأة عما اعتادوه من ذي قبل, فنرى فرقا شاسعا بين ما يبديه المؤمنون وغير المؤمنين من سلوكيات أخلاقية حيال المواقف ذاتها. وقد يؤدي ما يلحق بالكافرين من مشقة إلى العصيان والخوف والعداوة, فاقدين الأمل والاستقامة لأنهم لا يؤمنون بالآخرة أصلا، فكل ما يفعلونه نابعٌ من حرصهم على شؤون الدنيا ومتاعها: ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (24) ) (سورة الجاثية : 24).
فوفق فهمهم للحياة، سوف ينتهي كل شيء عندما تقف ساعة الحياة عن الدوران لذا فهم حريصون على تحقيق الراحة ونيل أقصى قدر من اللذة، وهم حريصون كذلك على الحصول على مقابل لأعمالهم وكل ما يفعلونه من خير في هذه الحياة الدنيا دون انتظار أيّ جزاء في الآخرة. ومثل هذا التفكير يجعلهم غير قادرين على تحمل الشدائد والمشقات. فما هم بالصابرين ولا الواثقين، كما أنهم غير قادرين على إبداء التسامح ولا معاملة الآخرين معاملة إنسانية تزخر بمشاعر الشفقة والرحمة. ولاعتقادهم بعدم وجود مكافأة أو فائدة لبذل مثل هذه الفضائل فإنهم يقعون في حبائل اليأس معتقدين أن هذه الشدائد لا تجلب لهم سوى الخسران .
إن هذا الضرب من التفكير خطأ كبير، لأن حياة الخلود الحقيقية للإنسان تبدأ بعد الموت, ويوم القيامة يُحاسبُ كل فرد على ما قدمت يداه, فيتسلّمُ جزاءه العادل. فالذين تمسكوا بالأخلاق السامية الرفيعة لن يمسهم سوء ولا نصب بل ستكون مكاسبهم عظيمة جليلة، وسيُجزونَ خيراً على كل كلمة نطقوا بها، وعلى كل عمل خير أدّوه وعلى كل تضحية بذلوها، وعلى كلّ إخلاص أبدوه.
أما أولئك الذين خرجوا من ربقة الدّين فهم لا يدركون لهذه الحقيقة أهمية، فتأخذهم رهبة مفزعة أمام المواقف الحرجة لأنهم ينكرون أصلا فكرة الاختبار حيال كل ما يقومون به من أعمال، وهذه مسألة ينبغي أن نُوجه لها عناية كبيرة: ( وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104)) ( سورة النساء: 104).
يتعرض المؤمنون وغير المؤمنين, كما أوضحت الآية الكريمة, للمشقات والمصاعب نفسها , ولكن الكافرين، لإصرارهم على كفرهم, لا يقبلون أنّ ما يجري من أحداثٍ هو أمرٌ مقدرٌ من الله ابتداءً, وبذلك فهم لا يرجون ما يرجوه المؤمنون من ربهم عز وجل. فالفارق الأساسي بين الفريقين هو ذهولُ الكافرين وغفلتهم عن الهدف الجوهري لحياتهم الدنيا. وهو ما يميز المؤمنين في الدار الآخرة عن أولئك الكفرة.
ومن جانب آخر, يمثلُ الجوعُ مشقة ومشكلة كبيرة لدى الكافرين, بينما هو اختبارٌ يُبرزُ عظمةَ أخلاق المؤمنين, وهم يعتبرونه فرصةً ما ينبغي أن تفوتهم دون ما فائدةٍ يحققونها, ويمثل الإذعان لإرادة الله سبحانه والثقة به والصبر على قضائه. وفي مثل هذه الأوقات العصيبة, أهمية خاصةً بالنسبة لهم, غير فاقدين الأمل بربهم عز وجل, ملتمسين الجانب الإيجابي في كل ما يجري حولهم, وعلى هذا النحو أيضا يتجاوز المؤمنون هذا الامتحان بسلام.
إن أول ما يراعي الكفّارُ عادةً مصالحهم وراحتهم الشخصية, في حين يراعي المؤمنون ذوو الأخلاق الحميدة الحقّ ويجعلون إخوانهم المؤمنين أولى بالإحسان, فيفسحون لهم أوسع المجالس ويكرمونهم بأجود الطعام ويمدونهم بأفضل الملابس طواعيةً. فعند اشتداد البردِ مثلاً يقدّم المؤمنون لإخوتهم العون من أغطية ومآكل ومشارب, حتى وإن شعروا هم بالبرد, تغمرهم السعادة العارمة أنْ وفروا لإخوانهم أسباب الصحة والسلامة والراحة. ذلك أن السعادة القلبية التي ينالونها بفضل التضحية التي يبذلونها لا تُقارنُ بحالٍ إذا ما قيستْ بمتعة شربةٍ ساخنةٍ يحتسونها.
أما أن تُعاملَ الآخرين بإحسانٍ فيقابلونك هم بالإساءة والقطيعة, وتوجيه الكلمات النابية القاسية, فهذا سلوك لا يصدر إلا من قبل المؤمنين الواثقين بربهم عزّ وجل. وإليك صورة أخرى لمثال العمل الصالح: شبعان يبذل الطعام لجائعٍ, وثانٍ ينعم بالدفء فيعطي الكساء لمن يشكو البرد القارس, فكلا الرجلين يكبران في عين الله عزّ وجل. وهذا أمرٌ بالغ الأهمية ينمّ عن قوّة إيمانٍ وإخلاصٍ لدى الفرد المؤمن وشدة ورع عنده وسمو أخلاق عند الشدائد.
وقد يستمع أهل الفضيلة - المستجيبين لنداء فطرتهم السليمة - لصوت النفس الأمارة تدفعهم نحو ارتكاب الآثام مصوّرة لهم صعوبة التمسك بالفضيلة والثبات عليها, متبعة شتى السبلِ لإبعادهم عن التزام الفضيلة موهمة إياهم أن البرد سيصيبهم إذا تصدقوا بما عندهم من كساء, ويجوعون إذا بذلوا الطعام للجائعين, وهذه إحدى أساليب الشيطان في استخدامه لأسلوب التخويف من الفقر لمنع المؤمنين من مد يد العون لإخوانهم الفقراء: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) ) ( سورة البقرة: 267-268) .
تبين لنا الآيات السابقة أنّ الله قد أوهن كيد الشيطان ووهب رضاهُ للعاملين وفق سلوكيات القرآن السامية الرفيعة, ومنحهم سعادة روحية لا تقارن مع أيّ من الملذات الدنيوية مهما بلغت قيمتها. فالتضحية بالنفس, والصبر والإخلاص, وإبداء الكرم وبذل المشاعر الإنسانية والوفاء تعود على الإنسان بآفاقٍ من السعادة لا حدود لامتدادها. وقد امتدح الله تعالى في سورة الحشر أخلاق المؤمنين السامية حينما فتحوا بيوتهم لإخوانهم المهاجرين, مقدّمين لهم كل ما يحتاجونه, وقد يكونون هم في أشد الحاجة:
( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) ) (سورة الحشر : 9) .
ويصف الله تعالى لنا عطاءه العظيم للعاملين في سبيله عند تجاوزهم اختبار العطش والجوع والإنهاك في سورة التوبة:
( مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)) ( سورة التوبة : 120).
مثلما بينت هذه الآية الكريمة فإن كل كربٍ يعانيه المسلم أثناء سيره إلى الله تعالى يُحتسبُ له عملٌ صالحٌ, وعلى فرضِ أن الناس جميعا قد فُطروا على طاعة الله سبحانه وتقديم الصالحات من أعمالهم, فسينالون أتمّ الجزاء لصبرهم واستقامتهم, ولن يخافوا ظلماً ولا هضما.
ويوقن المؤمنون كذلك أنّ الله وحده سيوفيهم أجورهم لمعاناتهم المرض ومختلف الشدائد وأن الدنيا وما عليها مصيره إلى زوال. وبذلك, فلا تنقصهم الفطنة والحزم والثبات على مبادئهم، وقد علموا من القرآن الكريم أن الله سيمد من عمل في سبيله بالمدد والقوة الرّوحية. فهم مدركون أن ابتلاءات الحياة الدنيا تولّدُ إحساساً عظيماً بالطمأنينة عند مواجهة المشقات.
ولن يكونوا أبداً فريسةً سهلةً للخوف والقلق والاكتئاب بحكم إدراكهم لمجريات الأحداث أنها اختبارات على الطريق, وهيهات أن يفقدوا الأمل أو يساورهم الخوف.
وتمثّلُ قصة سحرة فرعون أنموذجاً رائعاً في هذا السياق, حيث أظهر السحرة بعد إيمانهم بالله عز وجل قوّة إيمانية فذّة عندما هُددوا بالموت من قِبلِ فرعون. فقد حاول فرعون أن يُرهبهم بالتنكيل والموت ليبعدهم عن سبيل الهدى الذي جاء به موسى عليه السلام, فكان جوابهم أنْ لا خشية إلا مِنَ الله تعالى وأن ما سيصيبهم هو من قدر الله تعالى فيهم. وبقيَ السحرة المؤمنون رغم شدة التهديدات متمسكين بإيمانهم واثقين بربهم عز وجلّ, وما كان لهم أن يُظهروا ذلك كلهِ لولا صدق توجههم إليه سبحانه : ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) ) ( سورة طه: 71-73) .
ومثال آخر عن فتية آمنوا بنبوة موسى عليه السلام, في حين نجحت تهديدات فرعون في صدّ نفرٍ من شعبه عن الإيمان بالله فخسروا معه الدنيا والآخرة , وثبت أولئك الفتية المؤمنون لا يخشون في الله لومة لائم ولم تُجدِ معهم تهديدات فرعون وظلمه لزحزحتهم عن إيمانهم الخالص بالله عزّ وجل :
( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83) )( سورة يونس : 83) .
فالمؤمنون عامّة, كهؤلاء الفتية المخلصين الذين آمنوا بنبوة موسى عليه السلام , يُظهرون نفس الثقة والشجاعة عندما يناصبهم المجتمع العداء أو تجتمع عليهم المشقات والكروب أو تصيبهم الحاجة الماسّة، و يقول القرآن الكريم في سورة الأحزاب:
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22)) (سورة الأحزاب: 22).
القوّة التي تشدّ أزر المؤمنين
إنّ الشخصية القوية المستبشرة التي تبدو عند المؤمنين الصادقين أوقات المشقات والشدائد لا يُدركها من لا يؤمنون بقوة الله وقدرته المطلقة. فالشك يساورهم، وهم مرتابون في المصدر الذي يستمد منه المؤمنون قوتهم, ويبقون في جهل إزاء القوة التي تمدّ المؤمنين بهذه الطاقة المؤيدة. فالناس في عاداتهم أقوياء بما يملكون من وسائل مادّية وعلاقاتٍ اجتماعية. فتراهم دائمي البحث عن نوع من قوة تدعمها مصادر مادّية مختلفةٍ يظنونها مصدر القوّة عند المؤمنين, وهم جاهلون بأن قوة إيمان المؤمنين تنبع أصلاً من إذعانهم لقدر الله سبحانه وثقتهم المطلقة به, إلى جانب إيمانهم الراسخ بالآخرة. وتحفلُ حياة الأنبياء والصالحين بأمثلة خالدةٍ لتفجّرِ هذه الطاقات من معين الإيمان بالله تعالى والثقة به.وتمثّلُ قصة سحرة فرعون أنموذجاً رائعاً في هذا السياق, حيث أظهر السحرة بعد إيمانهم بالله عز وجل قوّة إيمانية فذّة عندما هُددوا بالموت من قِبلِ فرعون. فقد حاول فرعون أن يُرهبهم بالتنكيل والموت ليبعدهم عن سبيل الهدى الذي جاء به موسى عليه السلام, فكان جوابهم أنْ لا خشية إلا مِنَ الله تعالى وأن ما سيصيبهم هو من قدر الله تعالى فيهم. وبقيَ السحرة المؤمنون رغم شدة التهديدات متمسكين بإيمانهم واثقين بربهم عز وجلّ, وما كان لهم أن يُظهروا ذلك كلهِ لولا صدق توجههم إليه سبحانه : ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) ) ( سورة طه: 71-73) .
ومثال آخر عن فتية آمنوا بنبوة موسى عليه السلام, في حين نجحت تهديدات فرعون في صدّ نفرٍ من شعبه عن الإيمان بالله فخسروا معه الدنيا والآخرة , وثبت أولئك الفتية المؤمنون لا يخشون في الله لومة لائم ولم تُجدِ معهم تهديدات فرعون وظلمه لزحزحتهم عن إيمانهم الخالص بالله عزّ وجل :
( فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83) )( سورة يونس : 83) .
فالمؤمنون عامّة, كهؤلاء الفتية المخلصين الذين آمنوا بنبوة موسى عليه السلام , يُظهرون نفس الثقة والشجاعة عندما يناصبهم المجتمع العداء أو تجتمع عليهم المشقات والكروب أو تصيبهم الحاجة الماسّة، و يقول القرآن الكريم في سورة الأحزاب:
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22)) (سورة الأحزاب: 22).
هارون يحيى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق