- بلادى توداى
- 2:14 م
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
إذا كان إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت إلا ليتم ما بدأه الأنبياء من قبله ، ويثبت دعائم هذه الرسالة بعد أن أصابها التحريف و التعطيل من قبل أصحاب الملل الأخرى ، إلا أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام يدل على أنه و إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم مثله مثل جميع الأنبياء من قبله جاء بالتوحيد وليرسخ عقيدة الإيمان فى قلوب الناس
إلا أنه اختلف معهم فى التشريع و هذه سمة الرسالة الخاتمة أنها لا منقادة بل قائدة ،فلقد أمرنا بمخالفة اليهود و النصارى و عدم اتباعهم لقوله تعالى: (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين)) ( سورة البقرة : 145) .
إلا أنه اختلف معهم فى التشريع و هذه سمة الرسالة الخاتمة أنها لا منقادة بل قائدة ،فلقد أمرنا بمخالفة اليهود و النصارى و عدم اتباعهم لقوله تعالى: (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين)) ( سورة البقرة : 145) .
وبذلك أصبحت الرسالة الخاتمة بعيدة كل البعد عن غلو اليهود و النصارى و أصبحت الأمة الخاتمة أمة وسطاً قال الله تعالى : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )) ( سورة البقرة : 143) وهذا أزال ما كان يشيعه اليهود من أن الإسلام متبع لملتهم فهو على قبلتهم يتجهون إليها فى صلاتهم ، مما أبرز حقد اليهود و كرههم للدين بل وتعنتهم عليه ـ عندما قالوا : كل صلاة المسلمين قبل ذلك قد ضاعت و أن الأجر منها قد سلب ـ لذلك رد عليهم الله سبحانه و تعالى بقوله : (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )) ( سورة البقرة : 143) .
و بهذا فقد خذل الله عز وجل كل محاولات اليهود فى التشكيك فى الدعوة بل وجعل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمة متفردة بكل ما تحويه الكلمة ـ متفردة فى تشريعها ، متفردة فى قبلتها ، قائدة لجميع الأمم من خلال وسطيتها و إعتدالها بالبعد عن غلو اليهود و النصارى أو تفريطهم ، بل وجعل الأمة الخاتمة أمة شاهدة على جميع الناس يوم القيامة لقوله تعالى : (( لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )) ( سورة البقرة : 143) .
كما جعل تحويل القبلة اختبارا للمسلمين لمعرفة من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ، وينأى بنفسه عن اتباعه و التزام مفارقته لقوله تعالى : (( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )) ( سورة البقرة : 143 ) .
فيا أمة الإسلام ، ياأمة خير الآنام ، إذا كان المولى عز وجل قد فضلك على سائر الأمم ، بل و أراد لك أن تكونى القائدة لهم وجعل سائر الأمم تابعة لك ، فعلام هذا التخاذل ؟ لماذا ترضين أن تكونى فى ذيل الأمم ؟ لماذا ترضين أن تكونى تابعة لهم ؟ خاصة وأنها قد أقحمت نفسها فى طيات الضلال بما زادها من تحريف و غلو و عبادة غير الله مما جعلت نفسها فى تحاد مع رب العزة ، لقد قال الله عز وجل : (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) ( سورة الممتحنة : 12 ) ، لم تسيرين على دربهم وهم لا يودون إلا هلاككِ أو أن ترتدين عن دينك إلى دينها ، لقد قال الله تعالى :(( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) ( سورة البقرة : 109) ، وكذلك قوله تعالى : (( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )) ( سورة البقرة : 120) ، لذلك نجد التقليد الأعمى لهم فنجد شباب الجامعات يتشدقون بألفاظ غربية ، ويسمعون موسيقى غربية صاخبة ، و يلبسون ملبس لا يليق بالشخصية المسلمة ، وذلك ليس فقط فى الجامعات ، بل نجده فى جميع الأماكن العامة فى حياتنا مما جعل الشخصية المسلمة شخصية ممسوخة ضائعة الهوية بعيدة كل البعد عن دينها تائهة فى ظلمات الضلال متقلبة النفس ، متردية الفكر يشوبه العشوائية و التخبط ، وهذا ما أرادوه لنا حتى يستطيعوا السيطرة علينا ، فالإنسان الذى تضيع شخصيته يسهل توجيهه و السيطرة عليه ، بل و تسخيره ضد مصلحته هو .
فو الله لن يتحقق ما أراد الله لنا إلا إذا تخلينا عن التشبه بأهل الكتاب فى عاداتهم فى الملبس و المأكل و تعاملاتهم ، فهم عندما تركوا معتقداتهم الخاطئة وقاموا بثورات ضد رهبانهم و أحبارهم تقدموا أما نحن فعندما تخلينا عن نبعنا الصافى الذى هدانا الله إليه ضللنا وفقدنا هويتنا و أصبحنا فى ذيل الأمم .
ألم يأن لنا أن نفيق ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق