- بلادى توداى
- 12:14 م
- أدب وفنون
- لا توجد تعليقات
منارات - ورود الحق
شعر الدكتور جابر قميحة
(بمناسبة الذكرى السابعة لاستشهاده )
23 10 1947 ـ 17 4 2004
... إليك أيها الحي المرزوق عند الله ... مع النبييين والصديقين والشهداء ؛ وقد عشت مجاهدا , وانطلقت إلى العلاء شهيدا , فذكراك - مثلك - حية خالدة , لا... ولن ... تموت :
بنفوسٍ مبرورةٍ ونفيسِ = كلُّنا في فداكَ يا "رنتيسي"
طبتَ حيًّا وميتًا وحبيبًا = يا شهيدًا مثواه كلُّ النفوسِ
قد رفعتَ اللواءَ من بعد ياسيـ = ـن بعزمٍ حماهُ مِن تَنكيسِ
وكأني "بمؤتةٍ" قد تبدَّت = وكأنِّي "بجعفرٍ" في الوطيسِ
إن تكن قد رحلتَ بالموت عنَّا = فَلِمرقَى كمثل مرقَى الشُّموسِ
قد وصلتَ ياسينَ في جنَّةِ الخُلـْ = دِ فأضحَى ياسينُ خيرَ أنيسِ
في نعيمٍ بحور عينٍ عذارَى = ورضاءٍ من ربِّنا القدوسِ
لكم المجدُ والخلودُ، وللأنـ = كاسِِ خزيٌ وشرُّ عيشٍ بئيسِ
****
فغايتكم هيَ اللهُ
وعشتم في عطاياه
وكان دعاؤكم دومًا:
أيـا... ربـاه.. ربـاهُ
وقدوتكم رسولُ اللــه،
يا أعظِمْ بتقواه
ودستورٌ هو القرآنُ
بالأنوارِ جلاَّه
وجالدتم وجاهدتم
جهادًا باركَ اللهُ
ليبقى القدسُ لا يَعنو
بصخرته وأقصاه
ولستم أنتم الرامي
بل الرامي هو الله
****
ويح قلبي في ظلِّ حكمٍ خسيسِ = من بغاةٍ، ومن بني إبليسِ
من زعيمٍ مُهمَّش مزعومِ = وزعيمٍ مهرجٍ مهووسِ
وزعيم طغى وأفسدَ، ينوي = يُورثُ الحكمَ لابنه "المحروسِ"
لا ترى منه غيرَ كذبٍ وزُور = وخـداع منـمَّق.. ونحـوسِ
وعروشٍ بالت عليها الأعادي = ما عليها سوى غبيٍّ مسوسِ
هم أسودٌ على الشعوبِ ضَوارٍ = ونعامٌ مع العدوِّ الخسيسِ
قد غَدَوا في الشعوب أضحوكةً شا = عتْ ورمزَ التخلُّف المنكوسِ
وأبوهم في عرشه المتعالي = في "أمِرْكا" ما غيرُه من رئيسِ
وبعقلٍ مشوَّشٍ ملحوسِ = وبقلبٍ مبدَّدٍ مطموسِ
يدَّعي العَدلَ والحِيادَ ويمضي = في ركابِ اليهودِ بالتَّدلِيسِ
وَوَشُنْطُنْ قد أصبحت كعبةَ القُصـ = صادِ منكم، وبوشُ كالقدِّيسِ
واستقرَّ الولاءُ للأمركانِ = بعد أن كانَ فترةً للروسِ
لا تسلهم عن عِزةٍ وكيانٍ = في المخازي مستغرقٍ مغموسِ
****
وعشنا تحت إمرتهمْ
كمن في القيدِ رجلاهُ
يسودُ حياتَنا قهرٌ
وإذلالٌ وإكراهُ
وأوجاعٌ وآلامُ
وآهٌ.. تلوها آهُ
ومن يتصدَّ معترضًا
فإنَّ القبرَ مثواهُ
فهَمُّ الحاكمِ الكرسيّ
والسلطان والجاهُ
بلا عقلٍ ولا خُلُقٍ
فحبُّ المالِ أعماهُ
ألا قد خابَ من يحيَا
لشهوتهِ ودنياهُ
****
يا كِبارَ المقامِ ضِعتم مَقامًا = إذ هويتم إلى الهَوانِ الخَسيسِ
أينَ أسلو، وأين مدريدُ، والشَّرْ = مُ وباقي خيابةِ المتعوس؟
اعتززتم بها، وكانت سرابا = منكرينَ "ياسين" و "الرنتيسي"
قد أمنتمْ لعهدهم- من غباءٍ- = كيف ترعى الذئابُ أمْن التيوس؟!
وعجزتُم عن قِمَّةٍ تجمعُ الشَّّـمـ = ـلَ كيانًا في الحاضرِ الموكوسِ
واختلفتم من قبلُ خُلفًا مهينًا = وتشاتمتم في اجتماعٍ عبوسِ
خبِّروني: ما تفعلون إذا ما = قد جُررتم إلى القتالِ الضَّروسِ؟
****
قتالٌ طائلٌ عاتٍ
سعيرُ الحقدِ لظَّاه
يسوقُ الموتَ في نَهَمٍ
يمزِّقُ مَن تحدَّاهُ
ويزحفُ حيثُما يَبغِي
وكلكمُو ضحاياهُ..
وينشئ دولةً كبرى
تحقِّق ما تمنَّاهُ
وأنتم في عميقِ النَّومِ
شاغِلُكم هو الجاهُ
ومالٌ ما له حدٌّ
كبحرٍ تاهَ شطَّاه
وكل شعوبكُم طُحنت
بظلمٍ قد لعنَّاه
****
لم تكونوا رعاتَََها إنَّما كنـ = تمْ عليها كنارِ حربِ البسوسِِ
فسجونٌ موصولةٌ بسجونٍ = وسياطٌُ كم أزهقت من نفوسِ
وحبالٌ منها الرءوسُ تدلَّت = آثرت بالشموخِ مَثوى الرمُوس
والطريق المضمون "سِفرُ نِفاقٍ" = لضمانِ المرءوسِ قلبَ الرئيسِ
والضميرُ المنيعُ صارَ يبابًا = يُشترى اليوم بالرخيصِ البخيسِ
وسقيتمْ شعوبكم من مرارٍ = في كئوسٍ تدور إثرَ كئوسِ
وكسرتم شعوبَكم فهُزِمتم = من طريدٍ من الدُّنا مكنوسِ
ثم صرتم للأمركانِ مَطايَا = وقتلتُم ياسينَ والرنتيسي
فأريحوا خلائِقَ الأرضِ منكم = وارحلوا عنا يا بني إبليسِ
--------------
الأنكاس: الأنذال، جمع نكس.
يعنو: يذل.
نحوس: جمع نحس.
الرموس: القبور.
يبابًا: خرابًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأديب والشاعر والناقد والسياسي البارز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق