- بلادى توداى
- 10:58 ص
- تحليلات هامة
- لا توجد تعليقات
فاسمحوا لنا أولا أن نعبر عن حبنا لوطننا العزيز، واسمحوا لنا ثانية بدقائق من أوقاتكم لقراءة هذه الرسالة الموجزة، فقد كثرت التساؤلات عنًا وخصوصًا في الفترة الأخيرة التي قام فيها النظام البائد وأذنابه بتشويه صورتنا ورمينا بكل الافتراءات وإذا كان من حقكم أن تسالوا فاسمحوا لنا أن نجيب:
س 1: من هم الإخوان المسلمون؟
ج : هم جماعة أصحاب دعوة إسلامية تؤمن بشمولية الإسلام وتدعو إليه: عقيدة وشريعة ،عبادة وخلقًا وسلوكًا، سياسة واقتصادًا، ثقافة وقضاء، رياضة وفنًا ملتزمًا .... الخ.
وقد أسس هذه الجماعة الإمام حسن البنا سنة 1928م وكان عالمًا ربانيًا قرآنيا - كما وصفه وشهد له علماء الأمة ولا نزكيه على الله- وكان شغوفًا بالدعوة إلى الله حتى انتشرت دعوته في مصر وعشرات الدول الأخرى، وأحدث نهضة عظيمة وصحوة فى الأمة لمقاومة المستعمرين والمستغلين لها، مما جعل الانجليز يدبرون لقتله- بمعاونة الملك فاروق- واستشهد رحمه الله سنة 1949م، وقد كان رحمه الله مشغولاً بتكوين الرجال أكثر من تأليف الكتب ومع ذلك ترك كثيرًا من الكتب النافعة وأهمها (مجموعة رسائل الإمام البنا) لمن يريد أن يتعرف أكثر على هذه الدعوة.
س 2: ما هي أهداف الإخوان؟
ج : أهدافهم قديمة ومعروفة وهى: إصلاح الفرد وتكوين البيت المسلم الملتزم وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه وتحرير الوطن من كل نفوذ أجنبي سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، وإصلاح الحكومات بحيث تكون خادمة لشعوبها تشعر بالمسئولية وتشفق على الرعية وتعدل بينها، وإعادة الكيان الدولي للأمة المسلمة الواحدة ثم أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه، وكل ما سبق هو مهمة المسلمين جميعًا وليس الإخوان وحدهم
س 3: ماهو منهجهم فى تحقيق هذه الأهداف ؟
ج : منهجهم في الإصلاح والتغيير منهج سلمى متدرج ولا يؤمن بالعنف مطلقًا ويعتمد على تربية الشعوب وتغيير النفوس أولاً - كما جاء فى القرآن -، ولهم برامج عملية محددة فى الإصلاح عرضوها فى نقابة الصحفيين المصرية فى مارس 2004م ، تحت عنوان مبادرة الإصلاح في مصر شملت مجالات الإصلاح السياسى والاقتصادى والتعليمى والانتخابى والقضائى والانتخابى ورأيهم فى كل القضايا المطروحة، كما أعلنوا مطالبهم الوطنية فى الإصلاح فى مؤتمر عالمى 23/3/2005م وكان من بنوده تعديل الدستور، وإطلاق الحريات وإلغاء حالة الطوارئ ورفع القيود عن تشكيل الأحزاب والنقابات والاتحادت الطلابية وكفالة حرية إصدار الصحف ووسائل الإعلام
س 4: هل الإخوان يسعون للوصول للحكم والسيطرة على مصر وإقصاء الآخرين ؟
ج: الإخوان يسعون للإصلاح بهم أو بغيرهم وأعلنوا أنهم لا يريدون الحكم، مع أنه حق لكل مصرى بنص الدستور والقانون ويمدون أيديهم لكل المخلصين والحريصين على مصلحة مصر للنهوض والتغيير ومقاومة الفساد والظلم والاستبداد، ولا يريدون الانفراد أو السيطرة ويرون أن هموم الوطن حمل ثقيل لا يمكن أن يقوم به فصيل واحد، والذين تعاملوا معهم فى النقابات التى أداروها فترة تأكدوا من ذلك، فقد أشركوا معهم في قوائمهم المرأة والمسيحيين وغير الإخوان ، كما أعلنوا كثيرًا أن مبدأهم فى العمل السياسى والعمل العام هو المشاركة لا المغالبة.
س 5: الإخوان متهمون بأنهم غير وطنيين ويعملون لمصالحهم أو لحساب جهات خارجية ؟
ج : كتب الإخوان وتصرفاتهم تؤكد على حبهم للوطن وحرصهم عليه وتضحياتهم من أجله وقد شهد بذلك المنصفون، أما العمل لحساب جهات خارجية فهى ( شماعة أو فزاعة) يستخدمها دائما المستبدون والمفسدون لتشويه صورة المصلحين ولتحريض الشعب عليهم وتخويفهم منهم، أما اهتمام الإخوان بأمور عموم المسلمين فهو واجب إسلامى حيث وصفنا الله بأننا أمة واحدة، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، كما أن العالم كله بدأ يتجه للاتحاد فرأينا ( السوق الأوروبية المشتركة و الاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى ... الخ) فلماذا لا يسعى العرب والمسلمون للاتحاد الذى هو قوة ورخاء للجميع واستفادة خاصة للوطن أيضًا.
س 6: ما موقف الإخوان من المسيحيين فى مصر؟ وهل يدعون للدولة الدينية؟
ج : يؤمن الإخوان بالقاعدة الشرعية القديمة التى تؤكد أن غير المسلمين فى المجتمع المسلم (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) ويحرصون على الوحدة الوطنية، ويقيمون علاقات طيبة مع المسيحيين واشتركوا معهم فى النقابات وغيرها، كما يرون أن كل مواطن من حقه تولى وظائف الدولة بغض النظر عن دينه بشرط الكفاءة والإخلاص.
أما مصطلح الدولة الدينية فهو مصطلح عرفته أوروبا فى العصور الوسطى حيث كان رجال الدين يتكلمون باسم الله وارتكبوا فى حق شعوبهم مظالم كثيرة، أما نحن فليس عندنا رجال دين بهذا المفهوم بل عندنا علماء يجتهدون ويصيبون و يخطئون ونحن ندعو لدولة مدنية، الأمة فيها مصدر السلطات، دولة تقوم على الحرية والعدالة واحترام الفرد ويختار فيها الشعب ممثليه وحكامه ويحاسبهم، هذه الدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية تتفق مع دين الغالبية العظمى وهوية الشعب وهو شيء مقرر في منطق الديموقراطيات الحديثة، بل إن بعض الدساتير الأوروبية ينص على أن الملك أو الرئيس عندهم يجب أن يكون مسيحيًا بل ينصّ على مذهبه أيضاً وفى نفس الوقت مرجعيتنا الإسلامية يطمئن فيها غير المسلم على حقوقه وحريته وكرامته وقد جرب الناس ذلك من قبل حيث كانت الشريعة حاكمة لقرون طويلة، بل إن التاريخ يشهد أن علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين وقف أمام القاضي شريح في قضية مدنية ضد نصراني وحكم القاضي للنصراني، ويشهد كيف أنصف عمر بن الخطاب نصرانيًا ضربه محمد بن عمرو بن العاص في مسابقة فروسية وقال كلمته الخالدة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟
س 7: إذا كانوا يسمون أنفسهم ( الإخوان المسلمون) فهل معنى ذلك أن بقية الناس غير مسلمين ؟ وهل هم معصومون أو مبرءون من العيوب؟
ج : الإخوان جزء من المسلمين ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة، وإذا وُجد فى مصر مثلا حزب
( الأحرار) فهل معنى ذلك أن غيرهم ليسوا أحراراً ، وإذا وجد فينا الحزب الفاسد المفسد الذى سمى نفسه ( الحزب الوطنى) فلماذا لم يقل لهم أحد: هل معنى هذا الاسم أن من لم ينضم إليكم ليس وطنيًا؟ أما ادعاء العصمة أو البراءة من العيوب فلا يدعيه الإخوان، فهم بشر يصيبون ويخطئون ويحرصون على تقويم أفرادهم وإصلاح عيوبهم ويرحبون بكل نصح أو توجيه من الآخرين.
س 8 : ما مصادر التمويل عندهم؟ وفيمَ تنفق؟
ج : أما مصادر التمويل فمن حقكم أن تعرفوا أنها من جيوب أفراد الإخوان وتبرعاتهم الشخصية ولا يمدون أيديهم أبدا لأحد والحمد لله، وهذه الأموال تنفق فى وجوه الخير وأعمال البر ومساعدة المحتاجين ونشر الدعوة الإسلامية، ومن كان معه دليل على غير ذلك فلماذا لايقدمه؟!
س 9: ماذا قدم الإخوان المسلمون لمصر أو المسلمين؟
ج : الإخوان كانوا حريصين دائمًا على العمل الصامت أكثر من الدعايات والكلام ولذلك لم يسمع كثير من الناس عن أدوارهم، وهانحن نذكر بعضها وهى: إقامة مشروعات ومؤسسات خدمية كثيرة مثل المستشفيات والجمعيات الخيرية ودور الرعاية والمدارس، وإقامة وتشجيع المشروعات الاقتصادية المختلفة التى تخدم الثروة الوطنية و تقاوم الاحتكار الخارجي والداخلى، وفضح ومقاومة الفساد والاستبداد والمطالبة بالحريات والعدالة وتوعية الشعوب لذلك مما عّرض الإخوان لتضحيات جسيمة (قتلاً وسجنًا وتعذيبًا ومطاردة ومصادرة للأموال والأرزاق وحرمانًا من الوظائف .. الخ).
النهوض بالنقابات المهنية التى أداروها – باعتراف أبناء هذه النقابات – الأداء البرلماني المتميز عندما دخلوا مجلس الشعب على المستوى التشريعي والخدمى والرقابي وصدر في ذلك كتب مفصلة ودراسات للمنصفين وبعث الأمل فى نفوس المسلمين على إمكانية عودة الإسلام للحياة بعد أن أبعده الغرب وتلاميذه وحصروه فى زاوية العبادات فقط.
أقام الإخوان عشرات المراكز الإسلامية فى أمريكا وأوروبا وأفريقيا لنشر الإسلام _ القيام بتوعية المسلمين للمطالبة بحقوقهم المسلوبة وثرواتهم المنهوبة ومقاومة الغزو الخارجى الثقافى أو الاقتصادى فضلا عن الغزو العسكرى لفلسطين أو العراق أو أفغانستان .. الخ ، وقاموا بدور كبير فى الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية وحمايتها من العلمانية والتغريب.
تقديم نماذج بشرية واقعية لرجال ونساء متميزين علمًا وخلقًا ويجمعون بين التفوق الدينى والدنيوى، كما قدموا ألوفًا من العلماء الشرعيين الأفاضل مثل سيد قطب وسيد سابق والقرضاوى، فضلا عن غيرهم من علماء الاقتصاد والاجتماع والقانون وأساتذة الجامعات، حتى الرياضيين المرموقين.
س 10: سؤال أخير عن الثورة الأخيرة التى سمعنا أن الإخوان (ركبوا الموجة) وحاولوا استغلالها؟
ج: شباب الإخوان كانوا من أول لحظة ضمن مجموعات شباب (الفيس بوك) وغيرهم المطالبين بالإصلاح والتغيير والمنظمين للثورة، ولكن الجميع اتفق على تجنب اللافتات والشعارات الخاصة والتحرك بمطالب وطنية واحدة، وقد شهد شباب الثورة من غير الإخوان بدور الإخوان البارز فى الثورة الأخيرة من أولها إلى آخرها وقدرتهم على الحشد الهائل للأفراد، كما أكد وزير الداخلية السابق ومصطفى الفقى على قيام الإخوان بدور رئيسى فى الثورة، كما نقول إن الإخوان بفضل الله موجودون منذ عشرات السنين ويطالبون بهذه المطالب منذ زمن بعيد قبل هذه الثورة، ومع ذلك فالإخوان أعلنوا أنهم لا يريدون من هذه الثورة (غنائم) خاصة لهم، ولا يريدون إلا تحقيق المطالب المشروعة لعموم الشعب، ويؤكدون على استمرار كل الفعاليات السلمية حتى تتحق كلها كما يحذرون من الالتفاف حول الثورة أو إجهاضها أو استغلالها من رموز النظام السابق وأذنابهم من أعضاء الحزب الفاسد، كما يناشدون عموم الشعب بالنظر إلى المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة ويحذرون من الإضرابات الفئوية المتعّجلة والمضرّة أو الإضرار بالأراضى الزراعية أو المصالح العامة، ويؤكدون على ضرورة الوعى حتى لا ُتسرَق الثورة أو نخدع بمجرد عزل الرئيس أو التضحية ببعض الرموز الفاسدة مع الإبقاء على منظومة كاملة من المفسدين وسارقى أموال الشعب ، وإلى اللقاء دائماً في ظلال الحب ومصلحة الدين والوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س 1: من هم الإخوان المسلمون؟
ج : هم جماعة أصحاب دعوة إسلامية تؤمن بشمولية الإسلام وتدعو إليه: عقيدة وشريعة ،عبادة وخلقًا وسلوكًا، سياسة واقتصادًا، ثقافة وقضاء، رياضة وفنًا ملتزمًا .... الخ.
وقد أسس هذه الجماعة الإمام حسن البنا سنة 1928م وكان عالمًا ربانيًا قرآنيا - كما وصفه وشهد له علماء الأمة ولا نزكيه على الله- وكان شغوفًا بالدعوة إلى الله حتى انتشرت دعوته في مصر وعشرات الدول الأخرى، وأحدث نهضة عظيمة وصحوة فى الأمة لمقاومة المستعمرين والمستغلين لها، مما جعل الانجليز يدبرون لقتله- بمعاونة الملك فاروق- واستشهد رحمه الله سنة 1949م، وقد كان رحمه الله مشغولاً بتكوين الرجال أكثر من تأليف الكتب ومع ذلك ترك كثيرًا من الكتب النافعة وأهمها (مجموعة رسائل الإمام البنا) لمن يريد أن يتعرف أكثر على هذه الدعوة.
س 2: ما هي أهداف الإخوان؟
ج : أهدافهم قديمة ومعروفة وهى: إصلاح الفرد وتكوين البيت المسلم الملتزم وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه وتحرير الوطن من كل نفوذ أجنبي سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، وإصلاح الحكومات بحيث تكون خادمة لشعوبها تشعر بالمسئولية وتشفق على الرعية وتعدل بينها، وإعادة الكيان الدولي للأمة المسلمة الواحدة ثم أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه، وكل ما سبق هو مهمة المسلمين جميعًا وليس الإخوان وحدهم
س 3: ماهو منهجهم فى تحقيق هذه الأهداف ؟
ج : منهجهم في الإصلاح والتغيير منهج سلمى متدرج ولا يؤمن بالعنف مطلقًا ويعتمد على تربية الشعوب وتغيير النفوس أولاً - كما جاء فى القرآن -، ولهم برامج عملية محددة فى الإصلاح عرضوها فى نقابة الصحفيين المصرية فى مارس 2004م ، تحت عنوان مبادرة الإصلاح في مصر شملت مجالات الإصلاح السياسى والاقتصادى والتعليمى والانتخابى والقضائى والانتخابى ورأيهم فى كل القضايا المطروحة، كما أعلنوا مطالبهم الوطنية فى الإصلاح فى مؤتمر عالمى 23/3/2005م وكان من بنوده تعديل الدستور، وإطلاق الحريات وإلغاء حالة الطوارئ ورفع القيود عن تشكيل الأحزاب والنقابات والاتحادت الطلابية وكفالة حرية إصدار الصحف ووسائل الإعلام
س 4: هل الإخوان يسعون للوصول للحكم والسيطرة على مصر وإقصاء الآخرين ؟
ج: الإخوان يسعون للإصلاح بهم أو بغيرهم وأعلنوا أنهم لا يريدون الحكم، مع أنه حق لكل مصرى بنص الدستور والقانون ويمدون أيديهم لكل المخلصين والحريصين على مصلحة مصر للنهوض والتغيير ومقاومة الفساد والظلم والاستبداد، ولا يريدون الانفراد أو السيطرة ويرون أن هموم الوطن حمل ثقيل لا يمكن أن يقوم به فصيل واحد، والذين تعاملوا معهم فى النقابات التى أداروها فترة تأكدوا من ذلك، فقد أشركوا معهم في قوائمهم المرأة والمسيحيين وغير الإخوان ، كما أعلنوا كثيرًا أن مبدأهم فى العمل السياسى والعمل العام هو المشاركة لا المغالبة.
س 5: الإخوان متهمون بأنهم غير وطنيين ويعملون لمصالحهم أو لحساب جهات خارجية ؟
ج : كتب الإخوان وتصرفاتهم تؤكد على حبهم للوطن وحرصهم عليه وتضحياتهم من أجله وقد شهد بذلك المنصفون، أما العمل لحساب جهات خارجية فهى ( شماعة أو فزاعة) يستخدمها دائما المستبدون والمفسدون لتشويه صورة المصلحين ولتحريض الشعب عليهم وتخويفهم منهم، أما اهتمام الإخوان بأمور عموم المسلمين فهو واجب إسلامى حيث وصفنا الله بأننا أمة واحدة، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، كما أن العالم كله بدأ يتجه للاتحاد فرأينا ( السوق الأوروبية المشتركة و الاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى ... الخ) فلماذا لا يسعى العرب والمسلمون للاتحاد الذى هو قوة ورخاء للجميع واستفادة خاصة للوطن أيضًا.
س 6: ما موقف الإخوان من المسيحيين فى مصر؟ وهل يدعون للدولة الدينية؟
ج : يؤمن الإخوان بالقاعدة الشرعية القديمة التى تؤكد أن غير المسلمين فى المجتمع المسلم (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) ويحرصون على الوحدة الوطنية، ويقيمون علاقات طيبة مع المسيحيين واشتركوا معهم فى النقابات وغيرها، كما يرون أن كل مواطن من حقه تولى وظائف الدولة بغض النظر عن دينه بشرط الكفاءة والإخلاص.
أما مصطلح الدولة الدينية فهو مصطلح عرفته أوروبا فى العصور الوسطى حيث كان رجال الدين يتكلمون باسم الله وارتكبوا فى حق شعوبهم مظالم كثيرة، أما نحن فليس عندنا رجال دين بهذا المفهوم بل عندنا علماء يجتهدون ويصيبون و يخطئون ونحن ندعو لدولة مدنية، الأمة فيها مصدر السلطات، دولة تقوم على الحرية والعدالة واحترام الفرد ويختار فيها الشعب ممثليه وحكامه ويحاسبهم، هذه الدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية تتفق مع دين الغالبية العظمى وهوية الشعب وهو شيء مقرر في منطق الديموقراطيات الحديثة، بل إن بعض الدساتير الأوروبية ينص على أن الملك أو الرئيس عندهم يجب أن يكون مسيحيًا بل ينصّ على مذهبه أيضاً وفى نفس الوقت مرجعيتنا الإسلامية يطمئن فيها غير المسلم على حقوقه وحريته وكرامته وقد جرب الناس ذلك من قبل حيث كانت الشريعة حاكمة لقرون طويلة، بل إن التاريخ يشهد أن علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين وقف أمام القاضي شريح في قضية مدنية ضد نصراني وحكم القاضي للنصراني، ويشهد كيف أنصف عمر بن الخطاب نصرانيًا ضربه محمد بن عمرو بن العاص في مسابقة فروسية وقال كلمته الخالدة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟
س 7: إذا كانوا يسمون أنفسهم ( الإخوان المسلمون) فهل معنى ذلك أن بقية الناس غير مسلمين ؟ وهل هم معصومون أو مبرءون من العيوب؟
ج : الإخوان جزء من المسلمين ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة، وإذا وُجد فى مصر مثلا حزب
( الأحرار) فهل معنى ذلك أن غيرهم ليسوا أحراراً ، وإذا وجد فينا الحزب الفاسد المفسد الذى سمى نفسه ( الحزب الوطنى) فلماذا لم يقل لهم أحد: هل معنى هذا الاسم أن من لم ينضم إليكم ليس وطنيًا؟ أما ادعاء العصمة أو البراءة من العيوب فلا يدعيه الإخوان، فهم بشر يصيبون ويخطئون ويحرصون على تقويم أفرادهم وإصلاح عيوبهم ويرحبون بكل نصح أو توجيه من الآخرين.
س 8 : ما مصادر التمويل عندهم؟ وفيمَ تنفق؟
ج : أما مصادر التمويل فمن حقكم أن تعرفوا أنها من جيوب أفراد الإخوان وتبرعاتهم الشخصية ولا يمدون أيديهم أبدا لأحد والحمد لله، وهذه الأموال تنفق فى وجوه الخير وأعمال البر ومساعدة المحتاجين ونشر الدعوة الإسلامية، ومن كان معه دليل على غير ذلك فلماذا لايقدمه؟!
س 9: ماذا قدم الإخوان المسلمون لمصر أو المسلمين؟
ج : الإخوان كانوا حريصين دائمًا على العمل الصامت أكثر من الدعايات والكلام ولذلك لم يسمع كثير من الناس عن أدوارهم، وهانحن نذكر بعضها وهى: إقامة مشروعات ومؤسسات خدمية كثيرة مثل المستشفيات والجمعيات الخيرية ودور الرعاية والمدارس، وإقامة وتشجيع المشروعات الاقتصادية المختلفة التى تخدم الثروة الوطنية و تقاوم الاحتكار الخارجي والداخلى، وفضح ومقاومة الفساد والاستبداد والمطالبة بالحريات والعدالة وتوعية الشعوب لذلك مما عّرض الإخوان لتضحيات جسيمة (قتلاً وسجنًا وتعذيبًا ومطاردة ومصادرة للأموال والأرزاق وحرمانًا من الوظائف .. الخ).
النهوض بالنقابات المهنية التى أداروها – باعتراف أبناء هذه النقابات – الأداء البرلماني المتميز عندما دخلوا مجلس الشعب على المستوى التشريعي والخدمى والرقابي وصدر في ذلك كتب مفصلة ودراسات للمنصفين وبعث الأمل فى نفوس المسلمين على إمكانية عودة الإسلام للحياة بعد أن أبعده الغرب وتلاميذه وحصروه فى زاوية العبادات فقط.
أقام الإخوان عشرات المراكز الإسلامية فى أمريكا وأوروبا وأفريقيا لنشر الإسلام _ القيام بتوعية المسلمين للمطالبة بحقوقهم المسلوبة وثرواتهم المنهوبة ومقاومة الغزو الخارجى الثقافى أو الاقتصادى فضلا عن الغزو العسكرى لفلسطين أو العراق أو أفغانستان .. الخ ، وقاموا بدور كبير فى الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية وحمايتها من العلمانية والتغريب.
تقديم نماذج بشرية واقعية لرجال ونساء متميزين علمًا وخلقًا ويجمعون بين التفوق الدينى والدنيوى، كما قدموا ألوفًا من العلماء الشرعيين الأفاضل مثل سيد قطب وسيد سابق والقرضاوى، فضلا عن غيرهم من علماء الاقتصاد والاجتماع والقانون وأساتذة الجامعات، حتى الرياضيين المرموقين.
س 10: سؤال أخير عن الثورة الأخيرة التى سمعنا أن الإخوان (ركبوا الموجة) وحاولوا استغلالها؟
ج: شباب الإخوان كانوا من أول لحظة ضمن مجموعات شباب (الفيس بوك) وغيرهم المطالبين بالإصلاح والتغيير والمنظمين للثورة، ولكن الجميع اتفق على تجنب اللافتات والشعارات الخاصة والتحرك بمطالب وطنية واحدة، وقد شهد شباب الثورة من غير الإخوان بدور الإخوان البارز فى الثورة الأخيرة من أولها إلى آخرها وقدرتهم على الحشد الهائل للأفراد، كما أكد وزير الداخلية السابق ومصطفى الفقى على قيام الإخوان بدور رئيسى فى الثورة، كما نقول إن الإخوان بفضل الله موجودون منذ عشرات السنين ويطالبون بهذه المطالب منذ زمن بعيد قبل هذه الثورة، ومع ذلك فالإخوان أعلنوا أنهم لا يريدون من هذه الثورة (غنائم) خاصة لهم، ولا يريدون إلا تحقيق المطالب المشروعة لعموم الشعب، ويؤكدون على استمرار كل الفعاليات السلمية حتى تتحق كلها كما يحذرون من الالتفاف حول الثورة أو إجهاضها أو استغلالها من رموز النظام السابق وأذنابهم من أعضاء الحزب الفاسد، كما يناشدون عموم الشعب بالنظر إلى المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة ويحذرون من الإضرابات الفئوية المتعّجلة والمضرّة أو الإضرار بالأراضى الزراعية أو المصالح العامة، ويؤكدون على ضرورة الوعى حتى لا ُتسرَق الثورة أو نخدع بمجرد عزل الرئيس أو التضحية ببعض الرموز الفاسدة مع الإبقاء على منظومة كاملة من المفسدين وسارقى أموال الشعب ، وإلى اللقاء دائماً في ظلال الحب ومصلحة الدين والوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق